وكان دائم البشر، يحب الخمول ويؤثره، ويلازم قيام الليل من الثلث الآخر، ويتلو بين العشائين، ويصوم الأيام البيض، وستا من شوال، وعشر ذى الحجة والمحرم. ولا يخل بذلك. ذكر ذلك كله ولده الشيخ عزّ الدين.
قال: ولقد أخبر بأشياء، فوقعت كما قال لخلائق. وذلك مشهور عند من يعرفه. ولقد قال لى فى صحته وعافيته: أنا أعيش عمر الإمام أحمد، لكن شتان ما بينى وبينه، فكان كما قال. وقال لى: يا بنى، تنزهت عن الأوقاف، إذ كان يمكننى. وكان لى شئ، فلما احتجت تناولت منها.
وقال ابن اليونينى: كان رجلا صالحا زاهدا، فاضلا عابدا، وهو من أصحاب والدى، اشتغل عليه، وقدمه يصلى به فى مسجد الحنابلة، رافقته فى طريق مكة، فرأيته قليل المثل فى ديانته وتعبده، وحسن أوصافه، وكان من خيار الشيوخ علما وعملا، وصلاحا وتواضعا، وسلامة صدر، وحسن سمت، وصفاء قلب، وتلاوة قرآن وذكر. وكان أحد عباد الله الصالحين، ثم ذكر نحوا مما قال ولده، وقال: حدث بالكثير. وسمع منه جماعة من الأئمة والحفاظ.
وقال البرزالى: كان من خيار المسلمين، وكبار الصالحين.
توفى ليلة الأربعاء سابع رجب سنة ثمان وثمانين وستمائة بدمشق. ودفن من الغد بالقرب من قبر الشيخ موفق الدين بروضة الجبل. رحمه الله تعالى.
[٤٢٩ - محمد بن عبد الرحيم]
بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن السعدى المقدسى، الصالحى، المحدث، الزاهد القدوة، شمس الدين، أبو عبد الله بن الكمال وهو ابن أخى الحافظ الضياء.
ولد فى ليلة الخميس حادى عشر ذى الحجة سنة سبع وستمائة بقاسيون. وحضر على ابن الحرستانى، والكندى.
وسمع من ابن ملاعب، وابن أبى لقمة، والشيخ موفق الدين، وابن البنى،