والقزوينى، وموسى بن عبد القادر، وابن صباح، وابن الزبيدى، وابن اللتى، وخلق كثير.
وقيل: إنه سمع ببغداد من المهذب ابن منده، وتحقق ذلك. ولازم عمه الحافظ الضياء، وتخرج به. وكتب الكثير بخطه. وخرج وانتخب، وقرأ على الشيوخ، وعني بالحديث، وتمم تصنيف «الأحكام» الذى جمعه عمه الحافظ ضياء الدين وخرج غير ذلك من الأجزاء والتخاريج، منها كتاب «فضل العيدين».
وكان يدرس الفقه بمدرسة عمه الشيخ ضياء الدين، وشيخ الحديث أيضا بها وبدار الحديث الأشرفية بالسفح، وكان للطلبة عليه مواعيد يعلمهم فيها قراءة الحديث ويفيدهم، ويرد عليهم الغلط. انتفع به جماعة.
قال الذهبى: كان إماما فقيها، محدثا زاهدا عابدا، كثير الخير، له قدم راسخ فى التقوى، ووقع فى النفوس.
وقال اليونينى: كان صالحا زاهدا عابدا، متقللا من الدنيا. وعنده فضيلة.
وكان من سادات الشيوخ علما وعملا، وصلاحا وعبادة.
وحكى لى عنه: أنه كان يحضر مكانا فى جبل الصالحية لبعض شأنه، فوجد جرة مملوءة دنانير، وكانت زوجته معه تعينه فى الحفر، فاسترجع وطم المكان كما كان أولا، وقال لزوجته: هذه فتنة، ولعل لها مستحقين لا نعرفهم، وعاهدها على أنها لا تشعر بذلك أحدا، ولا تتعرض إليه. وكانت صالحة مثله، فتركا ذلك تورعا مع فقرهما وحاجتهما. وهذا غاية الورع والزهد. رحمهما الله تعالى.
حدث رحمه الله بالكثير نحوا من أربعين سنة. وسمع منه خلق كثير.
وروى عنه جماعة من الأكابر.
وحدثنا عنه جماعة، منهم: ابن الخباز، وعبد الله بن محمد بن قيم الضيائية، وأحمد الحريرى، وأبو الفضل بن الحموى، وعمر بن عثمان بن سالم المقدسى.
وتوفى بعد عشاء الآخرة من ليلة الثلاثاء تاسع جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين