للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال الذهبى: استوطن مصر بعد الأربعين، ورأس بها فى مذهب أحمد.

وصار شيخ الإقليم فى الأيام الظاهرية، وكان إماما محققا، كثير الفضائل، صالحا خيرا، حسن السيرة، مليح الشكل، كثير النفع والمحاسن.

وقال القطب اليونينى: كان من أحسن المشايخ صورة، مع الفضائل الكثيرة التامة، والديانة المفرطة، والكرم وسعة الصدر، وأظنه جعفرى السّب، وهو أول من درس بالمدرسة الصالحية للحنابلة. وأول من ولى قضاء القضاة منهم بالديار المصرية. وتولى مشيخة خانقاه سعيد السعداء بالقاهرة مدة. وكان كامل الأدوات، سيدا صدرا من صدور الإسلام وأئمتهم، متبحرا فى العلوم، مع الزهد الخارج عن الحد، واحتقار الدنيا، وعدم الالتفات إليها. وكان الصاحب بهاء الدين - يعنى ابن جنا - يتحامل عليه، ويغرى الملك الظاهر به؛ لما عنده من الأهلية لكل شيء من أمور الدنيا والآخرة. وهو لا يلتفت إليه، ولا يخضع له.

حدث بالكثير. وسمع منه الكبار، منهم: الدمياطى، والحارثى، وعبيد الاسعردى، والشريف أبو القاسم الحسينى الحافظ، وعبد الكريم الحلبى.

توفى يوم السبت ثانى عشر محرم سنة ست وسبعين وستمائة بالقاهرة. ودفن من الغد بالقرافة، عند عمه الحافظ عبد الغنى. وكان الجمع متوفرا. رحمه الله تعالى.

[٤٠٧ - يحيى بن أبى منصور]

بن أبى الفتح بن رافع بن على بن إبراهيم الحرانى، الفقيه المحدث المعمر، جمال الدين، أبو زكريا بن الصيرفى. ويعرف بابن الجيشى أيضا، نزيل دمشق.

ولد سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة بحران.

وسمع بها من الحافظ عبد القادر الرهاوى، والخطيب فخر الدين وغيرهما.

وكان قد سمع من حماد الحرانى. ولكن لم يظهر سماعه منه.

ورحل إلى بغداد سنة سبع وستمائة. فسمع من ابن طبرزد، وابن الأخضر،

<<  <  ج: ص:  >  >>