للباقى بعد ذلك، كما جرى فى سنن ابن ماجة. ويصير السماع متصلا، لا إجازة فيه على الصحيح، بل الجمهور على جواز القراءة للكتاب كله بالسماع بمجرد قول الشيخ الثقة. وقد تقدم ذكر هذه المسألة، وفتاوى العلماء فيها. والله أعلم.
قال الحافظ الضياء: توفى شيخنا الحافظ الإمام، إمام الحرم، أبو الفتوح بالمهجم فى المحرم سنة تسع عشرة وستمائة. وذكر ابن مسدى: أنه قصد اليمن فأدركه أجله بالمهجم فى ربيع الآخر من السنة. وكذا ذكر ابن نقطة أنه بلغه.
وقال ابن الحنبلى: مات بالمهجم من أرض اليمن فى شهر ربيع الآخر وقيل:
فى ذى القعدة سنة ثمان عشرة. وهذا القول الثانى نقله غير واحد أيضا. وكان خروجه إلى اليمن بأهله لقحط وقع بمكة. وكان ذا عائلة، فنزح بهم إلى اليمن فى البحر سنة ثمان عشرة. وقيل: إنه سكن المهجم إلى حين وفاته. رضى الله عنه.
[٢٧٠ - عبد الكريم بن نجم بن عبد الوهاب]
ابن عبد الواحد الشيرازى الدمشقى، ابن الحنبلى الفقيه، أبو الفضائل ابن أبى العلاء بن شرف الإسلام.
ويلقب شهاب الدين. أخو ناصح الدين عبد الرحمن الآتى ذكره إن شاء الله تعالى. وهو أصغر من الناصح بتسع سنين.
سمع ببغداد من نصر الله القزاز. وأجاز له الحافظ أبو موسى المدينى، وأبو العباس الترك، وعبد الحق بن عبد الخالق.
وتفقه وبرع، وأفتى وناظر، ودرس بمدرسة جده بدمشق.
قال أبو شامة: هو أخو البهاء والناصح. وهو أصغرهم. وكان أبرعهم فى الفقه والمناظرة والمحاكمات، بصيرا بما يجرى عند القضاة فى الدعاوى والبينات.
وقال ابن الساعى فى تاريخه: كان فقيها فاضلا خيرا، عارفا بالمذهب والخلاف.
وقال غيره: وكان ذا قوة وشهامة، وانتزع مسجد الوزير من يد العالم السخاوى، وبقى للحنابلة إلى الآن.