للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: أجاز لغير واحد من شيوخنا، كالعلم البرزالى، وعبد المؤمن بن عبد الحق، وعلى بن عبد الصمد.

وتوفى يوم الجمعة تاسع عشرين - أو يوم السبت سلخ صفر - سنة اثنين وثمانين وستمائة ببغداد، وصلّى عليه يوم السبت، ودفن بباب حرب رحمه الله تعالى.

[٤١٥ - عبد الرحمن بن محمد]

بن أحمد بن قدامة المقدسى، الجماعيلى الأصل الصالحى، الفقيه الامام، الزاهد الخطيب، قاضى القضاة، شيخ الإسلام، شمس الدين، أبو محمد، وأبو الفرج، ابن الشيخ أبى عمر.

ولد فى المحرم سنة سبع وتسعين وخمسمائة بالدير بسفح قاسيون.

وسمع من أبيه، وعمه الشيخ موفق الدين، وبإفادتهما من عمر بن طبرزد، وحنبل، وأبى اليمن الكندى، وأبى القاسم بن الحرستانى، وابن ملاعب، وجماعة. أو جاز له الصيدلانى، وابن الجوزى، وجماعة ثم سمع نفسه من أصحاب السلفى. وقرأ الناس على ابن الزبيدى، وابن اللتى وجماعة. وعنى بالحديث وكتب بخطه الأجزاء والطباق.

وتفقه على عمه شيخ الإسلام موفق الدين. وعرض عليه كتاب «المقنع» وشرحه عليه. وأذن له فى إقرائه، وإصلاح ما يرى أنه يحتاج إلى إصلاح فيه.

ثم شرحه بعده فى عشر مجلدات. واستمد فيه من «المغنى» لعمه.

وأخذ الأصول عن السيف الآمدى. ودرس وأفتى. وأقرأ العلم زمانا طويلا وانتفع به الناس، وانتهت إليه رياسة المذهب فى عصره، بل رياسة العلم فى زمانه.

وكان معظما عند الخاص والعام، عظيم الهيبة لدى الملوك وغيرهم، كثير الفضائل والمحاسن، متين الديانة والورع.

وقد جمع المحدث إسماعيل بن الخباز ترجمته وأخباره فى مائة وخمسين جزءا، وبالغ، وبقى كلما أثنى عليه بنعت من الفقه، أو الزهد، أو التواضع: سرد ما ورد

<<  <  ج: ص:  >  >>