للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٢٤٣ - محمد بن على]

بن نصر بن البلّ الدورى، الواعظ أبو المظفر، ويلقب مهذب الدين.

ولد سنة ست عشرة - أو سبع عشرة - وخمسمائة بالدور، وهى دور الوزير ابن هبيرة بدجيل، ونشأ بها.

ثم قدم بغداد فى شبيبته، واستوطنها، فسمع بها من ابن ناصر الحافظ، وابن الطلاية، والوزير ابن أبى نصر بن جهير، وأبى بكر بن الزاغونى، وأبى الوقت، وجماعة كثيرة من المتأخرين.

وقرأ بنفسه على الشيوخ، وقال الشعر الحسن، وفتح عليه فى الوعظ، ووعظ بعدة أماكن، حتى صار يضاهى أبا الفرج بن الجوزى، ويزاحمه فى أماكنه.

ووعظ عند تربة أم الخليفة الناصر، سنة تسع وثمانين وخمسمائة، فكان يجلس يوم الأربعاء، ويجلس أبو الفرج يوم السبت، ثم أذن للدورى بالجلوس يوم السبت، فاجتمع الخلق ظنا منهم أن ابن الجوزى هو الذى يتكلم، فلما رأوا الدورى انصرف كثير منهم، وسبوا الدورى، وأصحابه، وخيف من قوع فتنة فبعث أستاذا لدار ابن يونس، وأحضر ابن الجوزى، وطيب قلبه، وقال له:

إن السلطان لم يعلم بهذه الجال، وإنما وقع تلبيس، ثم رأوا المصلحة فى منع جميع الوعاظ، فمنعوا.

ولما اعتقل الشيخ أبو الفرج بواسط، خلا للدورى الجو، فكان يعظ مكانه عند التربة، واتفق أن الشيخ لما رجع إلى بغداد، ودخلها يوم السبت تاسع عشر جمادى الآخرة سنة خمس وتسعين، فوصل البشير بأنه قد وصل، والدورى يعظ مكانه، فبادر الناس من المجلس لتلقيه، فجعل الدورى يقول:

ما هذه الأهوية التى أنتم عليها عاكفون، وقطع عليه المجلس.

ثم ذكر ذلك ابن القادسى، فقال ما سمعته ينشد فى مجلسه:

<<  <  ج: ص:  >  >>