للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أفرج عنه، أخذ خطه بأنه يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأن الإسلام حق، وما كان فيه باطل، وأطلق.

ثم لما قبض على ابن يونس، ردت مدرسة الشيخ عبد القادر إلى ولده عبد الوهاب، ورد ما بقى من كتب عبد السلام التى أحرقت بعضها، وقبض على الشيخ أبى الفرج بسعى عبد السلام هذا، كما تقدم ذكره، ونزل معه عبد السلام فى السفينة إلى واسط، واستوفى منه بالكلام، والشيخ ساكت. ولما وصل إلى واسط عقد مجلس حضر فيه القضاة، والشهود، وادعى عبد السلام على الشيخ بأنه وقف المدرسة، واقتطع من مالها، وأنكر الشيخ ذلك، وكتب محضرا بما جرى، وأمر الشيخ بالمقام بواسط، ورجع عبد السلام.

قال ابن القادسى: أفرد لشيخنا دار بواسط فى درسه الديوان، وأفرد له من يخدمه. وكان عبد السلام مداخلا للدولة، متوصلا إليهم، فسعى حتى رتب عميدا ببغداد، وخلع عليه، ورد إليه استيفاء مال الضمان، وأعطى الدار المقابلة لباب النوبى، وجعلت ديوانه. وكان ذلك سنة ستمائة.

وذكر أبو المظفر: أنه قبض عليه سنة ثلاث، واستصفيت أمواله، حتى أصبح يستعطى من الناس. وفى هذه المدة سلمت المدرستان التى بيده إلى ابن عمه أبى صالح، ثم بعد ذلك توكل لأبى الحسن على بن الخليفة الناصر - وكان ولى العهد - ورد إليه النظر فى أملاكه وإقطاعه، ثم توجه فى رسالة من الديوان إلى صاحب أربل.

وذكره ابن النجار فى تاريخه، وذمه ذما بليغا، وذكر أنه لم يحدث بشئ.

توفى فى ثالث رجب - وقيل: فى خامسه. وفى تاريخ ابن النجار: يوم الجمعة لثمان خلون من رجب - سنة إحدى عشرة وستمائة. ودفن من يومه، بمقبرة الحلية، شرقى بغداد.

<<  <  ج: ص:  >  >>