للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن النجار: كان مشهورا بالديانة وحسن الطريقة، ولم يكن له رواية فى الحديث.

قال ابن الجوزى: حدثنى أبو الحسن بن عربية (١) قال: كان تحت يده - يعنى:

ابن شنيف - مال لصبى، وكان قد قبض بعض المال، وللصبى فهم وفطنة، فكتب الصبى جملة التركة عنده، وأثبت ما يأخذ من الشيخ. فلما مرض الشيخ أحضر الصبى وقال له: أى شئ لك عندى؟ فقال: والله ما لى عندك شئ؛ لأن تركتى وصلت إلىّ بحساب محسوب. فأخرج الشيخ سبعين دينارا وقال: خذ هذه، فهى لك؛ فإنى كنت أشترى لك بشئ من مالك وأعود فأبيعه، فحصل لك هذا.

قال: وحدثنى أبو الحسن قال: توفى رجل حشرى بدار القز. وكان أبو العباس ابن الرطبى يتولى التركات. فكتب إلى الشيخ عبد الواحد يتولى تركة فلان، فحضر وأعطى زوجته حقها، وأعطى الباقى ذوى أرحامه، وكتب بذلك إليه.

فكتب ابن الرطبى مع مكتوبه إليه رقعة إلى المسترشد يخبره بما صنع، وأنه ورّث ذوى الأرحام. فكتب: نعم، ما فعل إذا عمل بمذهبه، وإنما الذنب لمن استعمل فى هذا حنبليا. وقد علم مذهبه فى ذلك.

توفى رحمه الله تعالى فى ليلة السبت حادى عشرين شعبان سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، وصلّى عليه الشيخ عبد القادر. ودفن بمقبرة الإمام أحمد رضى الله عنه.

[٨٥ - ثابت بن منصور]

بن المبارك الكيلى، المقرئ المحدّث، أبو العز.

سمع من أبى محمد التميمى، وأبى الغنائم بن أبى عثمان، وغانم بن الحسين وطبرزد، ونصر بن البطر، والحسين بن طلحة وخلق كثير. وعنى بالحديث.

وسمع الكثير، وكتب الكثير. وخرّج تخاريج لنفسه عن شيوخه فى فنون، وحدّث وسمع منه جماعة.


(١) فى خطية الإدارة الثقافية وفى المخطوطة بأيدينا «ابن غريبة».

<<  <  ج: ص:  >  >>