قال: وأجاز ذلك بعض من ينسب إلى الفقه، وعلل بأن كل محلة صارت منقطعة عن غيرها للخراب الذى استولى على الأرض، فأشبهت القرى، قال:
ولا أرتضى هذا التعليل.
قلت: وهذا يقتضى اتفاقهم على أنه مع اتصال العمارة لا يجوز ذلك، لكن هذا مع عدم الحاجة.
وذكر أنه استفتى فى رجل من الفقهاء، قال: إن عائشة قاتلت عليا رضى الله عنهما. فصارت من البغاة. وكان قد خرج توقيع المستضئ بتعزيره.
قال: فقلت - بعد ما قال الفقهاء عليه - هذا رجل ليس له علم بالنقل، وقد سمع أنه قد جرى قتال، ولعمرى أنه قد جرى قتال، ولكن ما قصدته عائشة ولا علي، إنما أثار الحرب سفهاء الفريقين، ولولا علمنا بالسير؛ لقلنا مثل ما قال وتقرير مثل هذا أن يقر بالخطأ بين الجماعة، فيصفح عنه.
قال: فكتب إلى الخليفة بذلك، فوقّع: إذا كان قد أقر بالخطأ، فيشترط عليه أن لا يعاود، ثم أطلق.
وذكر فى كتابه «تلبيس إبليس» إنكار الذكر بالليل على المآذن، ونحوها، فإنه قال: قد رأيت من يقوم بليل كثير على المنارة، فيعظ ويذكر، ويقرأ سورة من القرآن بصوت مرتفع، فيمنع الناس من نومهم، ويخلط على المتهجدين قراءتهم، وكل ذلك من المنكرات.
[٢٠٦ - هبة الله بن عبد الله]
بن هبة الله بن محمد السامرى، ثم البغدادى الحريمى، ثم الأزجى، الفقيه الواعظ أبو غالب بن أبى الفتح.
سمع من أبى البدر الكرخى، سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة. ومن سعد الخير الأنصارى، ويوسف بن عمر الحربى. وتفقه فى المذهب، وأفتى، وتكلم فى المسائل، ووعظ. وكان مقيما بمدرسة أبى حكيم، ولازم أبا الفرج بن الجوزى.