للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

غايته أن يتبع هؤلاء، ولم يكن الرجل ولا أحد قبله من أهل العلم يمتنعون أن يقولوا: لما يعلم أنه موجود: هذا موجود قطعا، لكن لما مات أحدث بعض أتباعه الاستثناء فى كل شئ، حتى فى الإخبار عن الماضى والحاضر.

وقد نقل عن بعض الشيوخ: أنه كان يستثنى فى كل شئ، كأنه - والله أعلم - فى الخبر عن الأمور المستقبلة، لقوله تعالى (٢٧:٤٨ {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ)} وقول النبى صلّى الله عليه وسلم: «وإنا إن شاء الله بكم لاحقون» وصاروا يمتنعون عن التلفظ بالقطع، مع أنهم محقون بقلوبهم أن محمدا رسول الله، ولا يشكون فى نبوة محمد صلّى الله عليه وسلم، ولكن يكرهون لفظ القطع. وهذا جهل منهم. والواجب عليهم موافقة جماعة المسلمين.

فإن قول القائل: أقطع بذلك، مثل قوله: أشهد بذلك وأجزم وأعلم بذلك وأطال الشيخ الكلام فى ذلك.

توفى الشيخ أبو عمرو بن مرزوق بمصر سنة أربع وستين وخمسمائة. وقد جاوز السبعين. ودفن بالقرافة، شرقى قبر الشافعى رضى الله عنه، وقبره ظاهر يزار، رحمه الله.

[١٤٠ - أحمد بن صالح]

بن شافع بن صالح بن حاتم بن أبى عبد الله الجيلى، الحافظ أبو الفضل بن أبى المعالى بن أبى محمد، مفيد العراق. وقد تقدم ذكر أبيه وجده.

ولد فى ثامن عشر ذى القعدة، سنة عشرين وخمسمائة.

وقرأ القرآن بالروايات على أبى محمد سبط الخياط وغيره، وبكر به أبوه فى سماع الحديث، فأسمعه من أبى غالب بن البناء، وأبى الحسين بن الفراء، والقاضى أبى بكر الأنصارى، وأبى القاسم الحريرى، وأبى البدر الكرخى، وأبى الحسن ابن عبد السلام، ووالده صالح بن شافع، وخلق كثير.

وطلب هو بنفسه، ولازم أبا الفضل بن ناصر الحافظ، حتى قرأ عليه أكثر

<<  <  ج: ص:  >  >>