للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٢١٣ - نصر الله بن عبد العزيز]

بن صالح بن محمد عبد عثمان بن عبدوس الحرانى، الفقيه الزاهد، شمس الدين أبو الفتح. أحد شيوخ حران وفقهائها.

أخذ العلم بها عن جماعة، كأبى الحسن بن عبدوس، وأبى الفضل حامد بن أبى الحجر، وأبى الكرم فتيان بن ميّاح.

ورحل إلى بغداد، وسمع درس أبى الفتح بن المنّى. وسمع بها الحديث من أبى الفتح بن البطى، وأبى الفضل بن شافع، وفوارس بن موهوب بن الشباكية، والمبرّد بن الطباخ، وغيرهم. ثم عاد إلى حران

قال أبو الفرج بن الحنبلى: لقيته بدمشق وحران. وكان فقيها صالحا، ينقل المذهب جيدا. وكان ينكر المنكر. ضربه مظفر بن زين الدين على الإنكار، ثم ندم واستغفر منه، وأحسن القاضى الفاضل ظنه به.

وكان أبيض قصيرا جدا. وشعر لحيته أحمر. وحكى لى. أنه يأخذ اللحمة من المقلى، فيضعها فى فيه، ولا يتضرر بذلك.

وقال أبو عبد الله بن حمدان: كان رجلا صالحا، فقيها فاضلا. وهو شيخ شيخنا ناصح الدين عبد القادر بن أبى الفهم.

أنكر مرة على مظفر الدين صاحب أربل لما كانت له حران، وأراق له خمرا، فأحضره، وقال: أتعرفنى؟ قال: نعم، بالظلم والفسق، أو معنى ذلك. فهم بضربه، فأشير عليه: أن لا يفعل؛ لأجل العامة وميلهم إليه.

وله كتاب «تعليم العوم ما السنة فى السلام؟» وسبب تصنيفه له: أنه لما قدم أبو المعالى بن المنجى قاضيا على حران أمر المؤذنين بالجهر بالتسليمتين فى الصلاة وكانوا إنما يجهرون بالأولى خاصة. فرد عليه أبو الفتح فى هذا الكتاب، وبيّن أن المذهب إنما هو الجهر بالأولى خاصة. وذكر نصوص أحمد وأصحابه فى ذلك، والأحاديث والآثار الدالة عليه، وبالغ فى الإنكار عليه، وحدث به غير مرة بحران، وسمعه منه ابن أبى الفهم وغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>