وكان من قضاة العدل، مصمما على الحق، لا يخاف فى الله لومة لائم. وهو الذى حكم على ابن تيمية بمنعه من الفتيا بمسائل الطلاق وغيرها مما يخالف المذهب.
وقد حدث. وسمع منه جماعة. وخرج له المحدثون تخاريج عدة. وحج ثلاث مرات. ثم حج رابعة فتمرض فى طريقه بعد رحيلهم من العلى. فورد المدينة النبوية يوم الاثنين ثالث عشرى ذى القعدة سنة ست وعشرين وسبعمائة وهو ضعيف، فصلى فى المسجد. ثم سلم على النبى صلّى الله عليه وسلم. وكان بالأشواق إلى ذلك فى مرضه. ثم مات عشية ذلك اليوم.
وقيل: من أواخر الليلة المقبلة. وصلّى عليه بالروضة. ودفن بالبقيع شرقى قبر عقيل رضى الله عنه. وتأسف أهل الخير لفقده. رحمه الله تعالى.
[٤٩١ - محمد بن على]
بن أبى القاسم بن أبى العشرين الوراق. الموصلى.
المقرئ الفقيه. المحدث النحوى. شمس الدين أبو عبد الله، ويعرف بابن خروف.
ولد فى حدود الأربعين وستمائة بالموصل، أو قبلها.
وقرأ بها القرآن على عبد الله بن إبراهيم الجزدى الزاهد. وقد تقدم ذكره.
وقصد الإمام أبا عبد الله شعلة، ليقرأ عليه، فوجده مريضا مرض الموت. ثم رحل ابن خروف إلى بغداد بعد الستين، وقرأ بها القراءات بكتب كثيرة فى السبع والعشر، على الشيخ عبد الصمد بن أبى الجيش، ولازمه مدة طويلة. وقرأ القراءات أيضا على أبى الحسن بن الوجوهى. وسمع الحديث منهما، ومن ابن وضاح
وذكر البرزالى: أنه عرض عليه «المقنع» فى الفقه للشيخ موفق الدين.
وذكر الذهبى: أنه حفظ «الخرقى» وعنى بالحديث، وقرأ بالموصل على أبى العباس الكواسى المفسر كتابه «التلخيص» فى التفسير. وقرأ بها على أبى عبد الله محمد بن مسعود بن عمر العجمى «جامع الترمذى» بسماعه من أبى الفتح الغزنوى. وقرأ عليه أيضا «معالم التنزيل» للبغوى، بسماعه من ابن أبى المجد القزوينى.