للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٣١٣ - إسحاق بن أحمد]

بن محمد بن غانم العلثى، الزاهد القدوة، أبو الفضل، ويقال: أبو محمد ابن عم طلحة بن المظفر، الذى سبق ذكره.

سمع من أبى الفتح بن شاتيل. وقرأ بنفسه على ابن كليب وابن الأخضر.

وكان قدوة صالحا زاهدا، فقيها عالما، أمّارا بالمعروف، نهاء عن المنكر، لا يخاف أحدا إلا الله، ولا تأخذه فى الله لومة لائم. أنكر على الخليفة الناصر فمن دونه وواجه الخليفة الناصر وصدعه بالحق.

قال ناصح الدين بن الحنبلى - وقرأته بخطه - هو اليوم شيخ العراق، والقائم بالإنكار على الفقهاء والفقراء وغيرهم فيما ترخصوا فيه.

وقال المنذرى: قيل: إنه لم يكن فى زمانه أكثر إنكارا للمنكر منه، وحبس على ذلك مدة.

قلت: وله رسائل كثيرة إلى الأعيان بالإنكار عليهم والنصح لهم. ورأيت بخطه كتابا أرسله إلى الخليفة ببغداد. وأرسل أيضا إلى الشيخ على بن إدريس الزاهد - صاحب الشيخ عبد القادر - رسالة طويلة، تتضمن إنكار الرقص والسماع والمبالغة فى ذلك.

وله فى معنى ذلك عدة رسائل إلى غير واحد.

وأرسل رسالة طويلة إلى الشيخ أبى الفرج بن الجوزى بالإنكار عليه فيما يقع فى كلامه من الميل إلى أهل التأويل يقول فيها:

من عبيد الله إسحاق بن أحمد بن محمد بن غانم العلثى، إلى عبد الرحمن ابن الجوزى، حمانا الله وإياه من الاستكبار عن قبول النصائح، ووفقنا وإياه لاتباع السلف الصالح، وبصرنا بالسنة السنية، ولا حرمنا الاهتداء باللفظات النبوية، وأعاذنا من الابتداع فى الشريعة المحمدية. فلا حاجة إلى ذلك. فقد تركنا على بيضاء نقية، وأكمل الله لنا الدين، وأغنانا عن آراء المتنطعين، ففى كتاب الله. وسنة رسوله مقنع لكل من رغب أو رهب، ورزقنا الله الاعتقاد

<<  <  ج: ص:  >  >>