للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السليم، ولا حرمنا التوفيق، فإذا حرمه العبد لم ينفع التعليم. وعرفنا أقدار نفوسنا، وهدانا الصراط المستقيم. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، وفوق كل ذى علم عليم. وبعد حمد الله سبحانه، والصلاة على رسوله: فلا يخفى أن «الدين النصيحة» خصوصا للمولى الكريم، والرب الرحيم. فكم قد زل قلم، وعثر قدم، وزلق متكلم، ولا يحيطون به علما. قال: عز من قائل (٨:٢٢ {وَمِنَ النّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ)}.

وأنت يا عبد الرحمن، فما يزال يبلغ عنك ويسمع منك، ويشاهد فى كتبك المسموعة عليك، تذكر كثيرا ممن كان قبلك من العلماء بالخطأ، اعتقادا منك:

أنك تصدع بالحق من غير محاباة، ولا بد من الجريان فى ميدان النصح: إما لتنتفع إن هداك الله، وإما لتركيب حجة الله عليك. ويحذر الناس قولك الفاسد، ولا يغرك كثرة اطلاعك على العلوم. فرب مبلّغ أوعى من سامع، ورب حامل فقه لا فقه له، ورب بحر كدر ونهر صاف، فلست بأعلم من الرسول، حيث قال له الإمام عمر «أتصلى على ابن أبىّ؟ أنزل القرآن (٨٤:٩ {وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ)» ولو كان لا ينكر من قل علمه على من كثر علمه إذا لتعطل الأمر بالمعروف، وصرنا كبنى إسرائيل حيث قال تعالى: (٧٩:٥ {كانُوا لا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ)} بل ينكر المفضول على الفاضل وينكر الفاجر على الولى، على تقدير معرفة الولى. وإلا فابن التنقا ليطلب وابن السمندل، ليجلب - إلى أن قال:

واعلم أنه قد كثر النكير عليك من العلماء والفضلاء، والأخيار فى الآفاق بمقالتك الفاسدة فى الصفات. وقد أبانوا وهاء مقالتك، وحكوا عنك أنك أبيت النصيحة، فعندك من الأقوال التى لا تليق بالسنة ما يضيق الوقت عن ذكرها، فذكر عنك: أنك ذكرت فى الملائكة المقربين، الكرام الكاتبين، فصلا زعمت أنه مواعظ، وهو تشقيق وتفهيق، وتكلف بشع، خلا أحاديث

<<  <  ج: ص:  >  >>