للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الذهبى: كان عالما فاضلا، مليح المحاضرة، كريم النفس، معظما جليلا.

حدثنا بدمشق وبعلبك، وجمع تاريخا حسنا، ذيل به على «مرآة الزمان» واختصر «المرآة».

قال: وانتفعت بتاريخه، ونقلت منه فوائد جمة. وقد حسنت فى آخر عمره حالته، وأكثر من العزلة والعبادة وكان مقتصدا فى لباسه وزيّه، صدوقا فى نفسه، مليح الشيبة، كثير الهيبة، وافر الحرمة. رحمه الله تعالى.

[٤٩٠ - محمد بن مسلم]

بن مالك بن مزروع بن جعفر الزينى الصالحى، الفقيه الصالح الزاهد، قاضى القضاة، شمس الدين أبو عبد الله.

ولد سنة اثنتين وستين وستمائة.

وتوفى أبوه سنة ثمان وستين - وكان من الصالحين - فنشأ يتيما فقيرا. وكان قد حضر على ابن عبد الدائم، وعمر الكرمانى. ثم سمع من ابن البخارى وطبقته، وأكثر عن ابن الكمال. وقرأ بنفسه، وكتب بخطه، وعنى بالحديث، وتفقه وبرع وأفتى، وبرع فى العربية، وتصدى للاشغال والإفادة، واشتهر اسمه، مع الديانة والورع، والزهد والاقتناع باليسير.

ثم بعد موت القاضى تقى الدين سليمان: ورد تقليده للقضاء فى صفر سنة ست عشرة عوضه. فتوقف فى القبول. ثم استخار الله وقبل، بعد أن شرط أن لا يلبس خلعة حرير، ولا يركب فى المواكب، ولا يقتنى مركوبا. فأجيب إلى ذلك.

ولما لبس الخلعة بدار السعادة: خرج بها ماشيا إلى الجامع، ومعه الصاحب.

وجماعة من الأعيان مشاة، فقرئ تقليده، ثم خلعها، وتوجه إلى الصالحية.

قال الذهبى فى معجمه المختصر برع فى المذهب والعربية. وأقرأ الناس مدة.

على ورع وعفاف. ومحاسن جمة. ثم ولى القضاء بعد تمنع، وشكر وحمد.

ولم يغير زيه. ولا اقتنى دابة، ولا أخذ مدرسة. واجتهد فى الخير وفى عمارة أوقاف الحنابلة. اهـ‍

<<  <  ج: ص:  >  >>