توفى ليلة رابع عشر ذى القعدة سنة ثلاث عشرة وستمائة. ودفن من الغد بسفح قاسيون. ورؤيت له منامات حسنة جدا. ورثاه غير واحد.
ولما توفى هؤلاء الثلاثة الأخيار المقدسيون: المحب، والعز، والشرف، فى مدة متقاربة. رثاهم شيخ الإسلام موفق الدين بقوله:
مات المحب، ومات العز والشرف … أئمة سادة، ما منهم خلف
كانوا أئمة علم يستضاء بهم … لهفي على فقدهم لو ينفع اللهف
ما ودّعونى غداة البين إذ رحلوا … بل أودعوا قلبي الأحزان وانصرفوا
شيعتهم ودموع العين واكفة … لبينهم، وفؤادى حشوه أسف
أكفكف الدمع من عينى فيغلبنى … وأحضر الصبر فى قلبى فلا يقف
وقلت: ردوا سلامى، أوقفوا نفسا … رفقا بقلبى، فما ردوا ولا وقفوا
ولم يعوجوا على صب بهم دنف … يخشى عليه لما قد مسه التلف
أحباب قلبى، ما هذا بعادتكم … ما كنت أعهد هذا منك يا شرف
بل كنت تعظم تبجيلى ومنزلتى … وكنت تكرمنى فوق الذى أصف
وكنت عونا لنا فى كل نازلة … تظل أحشاؤنا من همها تجف
وكنت ترعى حقوق الناس كلهم … من كنت تعرف أو من لست تعترف
وكان جودك مبذولا لطالبه … جنح الليالى إذا ما أظلم السدف
وللغريب الذى قد مسه سغب … وللمريض الذى أشفى به الدنف
وكنت عونا لمسكين وأرملة … وطالب حاجة قد جاء يلتهف
[٢٥٥ - إبراهيم بن عبد الواحد]
بن على بن مسرور المقدسى الدمشقى، الفقيه. الزاهد الورع العابد. الشيخ عماد الدين، أبو إسحاق وأبو إسماعيل، أخو الحافظ عبد الغنى الذى تقدم ذكره.
ولد بجماعيل سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
وكان يقول: أخى الحافظ عبد الغنى أكبر منى بسنتين.