وستمائة بمنزله بمدرسة عمه أبى عمر بالجبل. ودفن من الغد عند الشيخ موفق الدين بالروضة. رحمه الله تعالى.
[٤٣٠ - أحمد بن عبد الرحمن]
بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسى، الصالحى، قاضى القضاة، شيخ الإسلام، شمس الدين أبى محمد، ابن الشيخ أبى عمر، وقد سبق ذكر أبيه وجده.
ولد فى شعبان سنة إحدى وخمسين وستمائة.
وسمع الحديث ولم يبلغ أوان الرواية. وتفقه على والده. وولى القضاء فى حياة والده بإشارته.
قال البرزالى: كان خطيب الجبل، وقاضى القضاة، ومدرس أكثر المدارس وشيخ الحنابلة، وكان فقيها فاضلا، سريع الحفظ، جيد الفهم، كثير المكارم شهما شجاعا، ولى القضاء ولم يبلغ ثلاثين سنة، فقام به أتم قيام.
وقال اليونينى: كانت له الخطابة بالجامع المظفرى، والإمامة بحلقة الحنابلة بجامع دمشق، ونظر أوقاف الحنابلة. وكان مشكور السيرة فى ولايته، وعنده معرفة بالأحكام، وفقه نفيس، وفضيلة ومشاركة فى كثير من العلوم من غير استقلال، وكان يركب الخيل، ويلبس السلاح، ويحضر الغزوات. وحج مرارا
وقال غيره: ودرس بدار الحديث الأشرفية بالسفح، وشهد فتح طرابلس مع السلطان الملك المنصور. وكان شابا مليحا مهيبا، تام الشكل بدينا، ليس له من اللحية إلا شعيرات يسيرة، وكان مليح السيرة، ذكيا مليح الدروس، له قدرة على الحفظ، ومشاركة جيدة فى العلوم، وله شعر جيد، فمنه: