بالطلاق على نفى ذلك، فأفتى بوقوع طلاقه، وبسط الكلام على المسألة، وذلك فى زمن المستعصم، وقد أوذى بسبب ذلك، هو والمحدث عبد العزيز القحيطى، من بغداد، فإنه وافق على هذا الجواب. وأخرج الشيخ من المدرسة التى كان مقيما بها، وأخرج القحيطى من بغداد، وبذلك تحقق قوة إيمانهما، وكونهما إن شاء الله من خلفاء الرسل فى وقتهما.
وحدث الشيخ بالكثير، وسمع منه خلق، وروى عنه ابن حصين الفخرى، والحافظ الدمياطى فى معجمه، وأبو الحسن البندنيجى، وإبراهيم الجعبرى المقرئ، وأبو الثناء الدقوقى، وأحمد بن عبد السلام بن عكبر، وعلى بن عبد الصمد، وأبو عبد الله محمد بن عبد العزيز بن المؤذن الوراق، وروى عنه «صحيح البخارى» وسمعت عليه حضورا فى الرابعة منه كتاب النكاح بكماله.
وتوفى رحمه الله، ليلة الجمعة ثالث صفر، سنة اثنتين وسبعين وستمائة.
كذا ذكره غير واحد من أهل بغداد من شيوخنا وغيرهم. وهو أصح مما قاله الذهبى: إنه سنة إحدى وسبعين. وأبعد من ذلك: ما قال الدمياطى: إنه توفى سنة ثلاث، أو أربع، وهذا قاله بالظن والتقريب لبعد البلاد، وعدم من يراجعه فى تحقيق ذلك.
قال شيخنا صفى الدين: وكانت جنازته إحدى الجنائز المشهورة، اجتمع لها عالم لا يحصى، وغلقت الأسواق يومئذ، رشد تابوته بالحبال. وحمله الناس على أيديهم، وصلّى عليه بالمحال البرانية. ودفن بحضرة قبر الإمام أحمد بن حنبل رضى الله عنه، مقابل رجليه.
[٣٩٨ - على بن عثمان]
بن عبد القادر بن محمد بن يوسف بن الوجوهى البغدادى المقرئ، الصوفى الزاهد، شمس الدين أبو الحسن، أحد أعيان أهل بغداد فى زمنه.