للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٢٤٢ - عبد السلام بن عبد الوهاب]

بن عبد القادر بن أبى صالح الجيلى البغدادى، أبو محمد بن أبى منصور بن أبى عبد الله بن أبى محمد، ويلقب بالركن. وقد تقدم ذكر أبيه وجده.

ولد ليلة ثامن ذى الحجة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة.

وسمع الحديث من جده، ومن أبى الحسن محمد بن إسحاق بن الصابى، وأبى الفتح بن البطى وشهدة، وابن شاتيل، وأحمد بن المقرب، وأبى المكارم البادرائى، وغيرهم.

وقرأ بنفسه على أبى الحسن البراديسي الفقيه وغيره، وكتب بخطه، وخطه ردى، وتفقه على جده الشيخ عبد القادر، وعلى أبيه عبد الوهاب، ودرس بمدرسة جده بالمدرسة الشاطبية، وولى عدة ولايات. وكان أديبا، كيسا مطبوعا عارفا بالمنطق، والفلسفة، والتنجيم، وغير ذلك من العلوم الرديئة، وبسبب ذلك نسب إلى عقيدة الأوائل، حتى قيل: إن والده رأى عليه يوما ثوبا بخاريّا، فقال: والله، هذا عجيب!» ما زلتا نسمع البخارى ومسلم، فأما البخارى وكافر، فما سمعناه. وكان أبوه كثير المجون والمداعبة، كما تقدم عنه.

وكان عبد السلام لم يفتأ غير ضابط للسانه، ولا مشكورا فى طريقته وسيرته، يرمى بالفواحش والمنكرات، وقد جرت عليه محنة فى أيام الوزير ابن يونس، وحكم بفسقه، وأحرقت كتبه.

وكان سبب ذلك: أن ابن يونس كان جارا لأولاد الشيخ عبد القادر فى حال فقره، فكانوا يؤذونه غاية الأذى. فلما ولى ابن يونس وتمكن، شتت شملهم، وبعث ببعضهم إلى المطامير بواسط، وبعث فكبس دار عبد السلام، وأخرج منها كتبا من كتب الفلاسفة، ورسائل إخوان الصفا، وكتب السحر، والنارنجة، وعبادة النجوم، واستدعى ابن يونس - وهو يومئذ أستاذا لدار العلماء، والفقهاء، والقضاة، والأعيان - وكان ابن الجوزى معهم. وقرأ فى بعضها مخاطبة

<<  <  ج: ص:  >  >>