للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

زحل يقول: أيها الكوكب المضئ المنير، أنت تدبر الأفلاك، وتحيى وتميت.

وأنت إلهنا. وفى حق المريخ من هذا الجنس. وعبد السلام حاضر، فقال ابن يونس:

هذا خطك؟ قال: نعم، قال: لم كتبته؟ قال: لأرده على قائله، ومن يعتقده، فأمر بإحراق كتبه، فجلس قاضى القضاة والعلماء، وابن الجوزى معهم على سطح مسجد مجاور لجامع الخليفة يوم الجمعة، وأضرموا تحت المسجد نارا عظيمة، وخرج الناس من الجامع، فوقفوا على طبقاتهم، والكتب على سطح المسجد، وقام أبو بكر بن المرستانية، فجعل يقرأ كتابا كتابا، من مخاطبة الكواكب ونحوها، ويقول: العنوا من كتبها، ومن يعتقدها، وعبد السلام حاضر، فيضج العوام باللعن، فتعدى اللعن إلى الشيخ عبد القادر، بل وإلى الإمام أحمد، وظهرت الأحقاد الصّدرية، وقال الخصوم أشعارا، منها: قول المهذب الرومى ساكن النظامية:

لى شعر أرق من دين ركن الدين … عبد السلام لفظا ومعنى

زحليا يشنى عليا، ويه‍ … وى آل حرب حقدا عليه وضغنا

منحته النجوم - إذ رام سعدا … وسرورا - نحسا، وهما وحزنا

سار إحراق كتبه سير شعرى … فى جميع الأقطار سهلا وحزنا

أيها الجاهل الذى جهل الحق … ضلالا، وضيع العمر غبنا

رمت جهلا من الكواكب بالتبخ‍ … ير عزا، فنلت ذلا وسجنا

ما زحيل، وعطارد، والمريخ، … والمشترى، ترى يا معنّى؟

كل شئ يودى ويفنى، سوى الا … هـ إلهى؛ فإنه ليس يفنى

ثم حكم القاضى بتفسيق عبد السلام، ورمى طيلسانه، وأخرجت مدرسة جده من يده، ويد أبيه عبد الوهاب، وفوضت إلى الشيخ أبى الفرج بن الجوزى، فذكر فيها الدرس مدة. ذكر ذلك أبو المظفر سبط ابن الجوزى.

وذكر معناه ابن القادسى، وزاد: إن عبد السلام أودع الحبس مدة، ولما

<<  <  ج: ص:  >  >>