للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يا أكرم البشر الذى ما زلت فى … عمرى له أهدى الثناء وأمدح

أتعبت وصّافيك فيك، فلجلج … المثنى، وأعرب فى علاك المفصح

والبدر تمّ، وأنت أكمل صورة … والبحر عمّ، وأنت منه أسمح

قال أبو الفرج بن الحنبلى - وقرأته بخطه -: كان - يعنى الدورى - واعظا حسنا. وكان يضاهى ابن الجوزى فى وعظه. وكان فصيحا فى إيراده. وله نظم ونثر، سمعته يتكلم. وقال - وهو على المنبر - بالله عليك يا جامع المنصور، هل تسمع قط مثل وعظ الدورى؟.

وقال:

أخافك حتى لا أظنّ سلامة … وأرجوك حتى لا أظن هلاكا

وها أنا رهن فى يديك، ومحسن … بك الظن، فاجعل للأسير فكاكا

فما نلت مما أرتجيه لموتتى … سواك، ولا قدر الأراك سواكا

قال أبو المظفر سبط ابن الجوزى: يعانى الوعظ، ولم يكن من صنعته. وكان يضاهى جدى، حتى قيل له: أيما أعلم: أنت، أم أبو الفرج؟ فقال: ما أرضاه يقرأ عليّ الفاتحة، فبلغ ذلك أبا الفرج، فقال: ما أقرأ عليه الفاتحة، بل أقرأ عليه {(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)}.

قال: وكان يتعصب له حاكم قطفتا. وكان ينتحل أشعار الناس، ادعى يوما بيتين لنفسه، وأنشدهما على المنبر، وهما لأبى الفتح البستى.

قلت: لا يلزم من إنشاده شعر غيره أنه يدعيه لنفسه. وقد كان موصوفا بالصلاح والديانة.

قال ابن نقطة: سمعت منه، وكان شيخا صالحا متعبدا.

قال المنذرى: حدث وعمّر، وعجز عن الحركة، ولزم بيته إلى أن مات، وهو ابن أربع - أو خمس - وتسعين سنة. وكان شيخا صالحا متعبدا.

و «البلّ» بفتح الباء الموحدة وتشديد اللام.

<<  <  ج: ص:  >  >>