للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بنفسه الكثير على أصحاب ابن الحصين، وأبي بكر الأنصارى. ودرس الفقه على إسماعيل بن الحسين، صاحب أبى الفتح بن المنى.

وقرأ علم الخلاف والأصول والجدل على التوقانى، وبرع فى ذلك. وتقدم على أقرانه. وتكلم وهو شاب فى مجالس الأئمة. واستحسنوا كلامه. وشهد عند قاضى القضاة أبى صالح. وولى الإعادة والإمامة بالحنابلة بالمستنصرية، ونظر المارستان.

قال ابن الساعى: قرأت عليه مقدمة فى أصول الفقه. وكان صدوقا نبيلا، ورعا متدينا، حسن الطريقة، جميل السيرة، محمود الأفعال عابدا، كثير التلاوة للقرآن، محبا للعلم ونشره، صابرا على تعليمه. لم يزل على قانون واحد، لم تعرف له صبوة من صباه إلى آخر عمره، يزور الصالحين، ويشتغل بالعلم، لطيفا كيسا، حسن المفاكهة، يعرب كلامه، ويفخم عبارته. قلّ أن يغشى أحدا، مقبلا على ما هو بصدده. وكان لا ينسب أحدا من الأعيان ممن ينسب إلى النبوة، كابن الدامغاني، وابن الجوزى، وابن الجبير، وابن اللمغانى - بل يقول: تكلمت عند الدامغانى واجتمعت بابن الجوزى، وناظرت الجبير، وعرض على اللمغانى.

روى عنه ابن النجار فى تاريخه، ووصفه بنحو ما وصفه ابن الساعى.

توفى فى حادى عشرين شعبان سنة ثمان وأربعين وستمائة.

ودفن بباب حرب. وقد ناهز الثمانين. رحمه الله تعالى.

ومر ليلة بسوق المدرسة النظامية ليصلى العشاء الآخرة بالمستنصرية إماما فخطف إنسان بقياره فى الظلماء وعدا: فقال له الشيخ: على رسلك، وهبتك.

قل: قبلت. وفشى خبره بذلك. فلما أصبح أرسل إليه عدة بقايير، قيل: أحد عشر. فلم يقبل منها إلا واحدا تنزها. وهذا مشهور بين علماء بغداد عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>