للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن الزجاج، ومحمد بن أبى الدنية، وأبى الحسن بن الوجوهى، ومحمد بن أحمد ابن معضاد، وعبد الله بن ورخز، وخلق وأجاز له جماعة كثيرة من أهل الشام والعراق.

ثم طلب بنفسه وقرأ ما لا يوصف كثرة على الشيوخ بعد هذه الطبقة. قريبا من خمسين سنة، وكان قارئ الحديث بدار الحديث المستنصرية مدة. ثم ولى المشيخة بها بعد وفاة الدواليبى المتقدم ذكره.

وكان يقرأ الحديث فى دار الحديث التى كانت تعرف بمسجد يانس، ويجتمع عنده خلق كثير، يبلغون عدة آلاف، ويعظ بها وبغيرها. وانتهى إليه علم الحديث والوعظ ببغداد، ولم يكن بها فى وقته أحسن قراءة للحديث منه، ولا معرفة بلغاته وضبطه، وله اليد الطولى فى النظم والنثر، وإنشاء الخطب والمواعظ.

كتب بخطه الكثير من الفقه والحديث، وله مشاركة فى الفقه، وحفظ «الخرقى» فى صغره، وكان لطيفا، حلو النادرة، مليح الفكاهة، ذا حرمة وجلالة وهيبة، ومنزلة عند الأكابر، وجمع عدة أربعينيات فى معارف مختلفة، وله كتاب «مطالع الأنوار، فى الأحبار والآثار الخالية عن السند والتكرار» وكتاب «الكواكب الدرية، فى المناقب العلوية» وذكر: أنه جمع تاريخا ولم يوجد. ويقال: إنه جمع كتابا فى الأسماء المبهمة فى الحديث، ولم يوجد أيضا، وله شعر كثير، لو جمع لجاء منه ديوان. تخرج به جماعة فى علم الحديث، وانتفعوا به.

وسمع منه خلق، وحدث عنه طائفة.

توفى يوم الاثنين بعد العصر، عشرى المحرم سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة، وصلّى عليه من الغد بجامع القصر، ثم بالمستنصرية وغيرها، وشيعه خلق كثير من القضاة والعلماء والأعيان وغيرهم، وكثر البكاء والثناء عليه، ودفن بمقبرة الإمام أحمد رضى الله عنه. ورثاه غير واحد. رحمه الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>