للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان البراندسي ممن عجز عن الخروج مع من أكل وانصرف، فأقام وأغلق الباب دونه، وحضر السماع، فحيث علم أهل باب البصرة تخلفه دون جميع أصحابه كابن الجوزى، وابن عبد القادر، قالوا فيه الشعر. وهجره جماعة من عوامهم.

فأنشدنى الشيخ أبو عبد الله الخيارى لنفسه فيه.

أيها الشيخ، من ينافق خلوة … يظهر الله ذلك الفعل جلوة

كنت تفتى أن السماع حرام … كيف حل السماع يوم الدعوة؟

عشت ما عشت بين زهد ونسك … وتسميت فى الشريعة قدوة

ثم خلعت العذار فى اللهو والرقص … وبين البلى وبينك خطوة

كنت حقا لو رقص الطفل حوقلت … وأنكرت بارتعاد وسطوة

كيف جاز الجلوس بين حداة … لم يفت فى سماعهم غير قهوة؟

لا تبهرج فليس عندك عذر … يلزم القوم ما أتوا بك عنوة

إنما أنت حين خبرت أن الرقص … من بعده صحاح وكسوة

ودجاج وبط حثك البخل … فلا تعتذر بقولك شقوة

ودع الآن شغلك بالفقه … وخذ فى لباس دلق وركوة

قال: وسمعت ابن الجوزى يقول: دخل البراندسي الدعوة وأكل. وأراد الانصراف معنا، فأغلق الباب دونه، وما علم حقيقة ما يجرى، وحصل هناك، لا أنه اختار هذا.

وتوفى يوم الثلاثاء لست عشرة خلت من ربيع الأول، سنة ست وثمانين وخمسمائة، ودفن بمقبرة الإمام أحمد بباب حرب. رحمه الله تعالى.

وقد ذكره المنذرى الحافظ فى وفياته، فيمن توفى سنة ست وثمانين، فقال:

وفى السادس عشر من شهر ربيع الأول توفى الفقيه الإمام أبو الحسن على ابن محمد بن على المقرئ الضرير، ودفن عند قبلة جامع المنصور. ومولده سنة ثمانين وأربعمائة، تفقه على مذهب الإمام أحمد، وسمع من ابن الحصين،

<<  <  ج: ص:  >  >>