للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القرآن. فإذا سمعتهم أبكى. فلما دخلت أرض الإسلام أسلمت، وعمرى أحد عشر سنة. ثم بلغنى إسلام أخى الكبير. وتوفى مرابطا. ثم أسلم أخى الصغير الذى كان يعلمه المعلم. ودخلت بغداد فى سنة أربعين وخمسمائة.

قلت: وقد أصابه سبى واسترق.

فذكر أبو الفرج بن الحنبلى - ونقلته من خطه - قال: كان مملوكا، فقرأ القرآن فى حلقة الحنابلة - يعنى بجامع دمشق - فحفظه، وحفظ شيئا من عبادات المذهب الحنبلى، فقام قوم إلى الشيخ زين الدين على بن إبراهيم بن نجا الواعظ، وهو على منبر الوعظ، فقالوا: هذا الصبى قد حفظ القرآن وهو على خير، نريد أن نشتريه ويعتق، فاشترى من سيده وأعتق، وسافر عن دمشق. وطلب همدان، ولقى الحافظ أبا العلاء الهمدانى، فأقام عنده. وقرأ عليه القرآن. وسمع الحديث، وصار عند الحافظ مصدرا يقرئ الناس، ويأخذ عليهم. واشتهر بالخير والعلم، ودخل العجم. وسمع الكثير، ورجع إلى بغداد، وسمع حديثها، ولقى مشايخها.

قال: ولقيته ببغداد، واستزارنى إلى بيته. وقال لجماعته: أنا مملوك بيت الحنبلى. ثم سافر إلى أصبهان.

وقال الشيخ موفق الدين المقدسى: كان - يعنى الجبائى - رجلا صالحا. وهو من «جبة» طرابلس. وسبى من طرابلس صغيرا، ثم اشتراه ابن نجية وأعتقه، فسافر إلى بغداد، ثم إلى أصبهان. وكان يستمع معنا الحديث. انتهى.

سمع الشيخ أبو محمد ببغداد من ابن ناصر الحافظ الأرموى، وابن الطلاية وسعيد بن البناء، ودعوان بن على الحسنى وأبى على حمد بن شاتيل القاضى، وأبى المعمر الأنصارى وغيرهم.

وسمع بإصبهان من أبى الخير الباغباني (١)، ومسعود الثقفى، وغيرهما.

وتفقه ببغداد على أبى حكيم النهروانى. وأخذ عنه القطعة التى كتبها من


(١) فى مخطوطة الثقافة «الباغيان»

<<  <  ج: ص:  >  >>