للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولا يجلس في مكان معين، بحيث يقصد فيه، لكنه يأوى إلى المساجد المهجورة خارج البلد، فيختلى فيها للصلاة والذكر. وكان كثير العبادة والتأله، والمراقبة والخوف من الله تعالى، ذا كرامات وكشوف.

ومما اشتهر عنه: أنه كثير الصدقات، والإيثار بالذهب والفضة فى حضره وسفره، مع فقره وقلة ذات يده. وكان رفيقه فى المحمل فى الحج يفتش رحله فلا يجد فيه شيئا، ثم يراه يتصدق بذهب كثير جدا. وهذا أمر مشهور معروف عنه. وحج مرات متعددة.

وكان له يد طولى فى معرفة تراجم السلف ووفياتهم، وفى التواريخ المتقدمة والمتأخرة. وحبس مع أخيه بالديار المصرية مدة. وقد استدعي غير مرة وحده إلى المناظرة، فناظر، وأفحم الخصوم.

وسئل عنه الشيخ كمال الدين بن الزملكانى؟ فقال: هو بارع فى فنون عديدة من الفقه، والنحو والأصول، ملازم لأنواع الخير، وتعليم العلم، حسن العبارة، قوى فى دينه، جيد التفقه، مستحضر لمذهبه، مليح البحث، صحيح الذهن، قوى الفهم. رحمه الله تعالى.

وذكره الذهبى فى «المعجم المختصر» فقال: كان بصيرا بكثير من علل الحديث ورجاله، فصيح العبارة، عالما بالعربية، نقالا للفقه، كثير المطالعة لفنون العلم، حلو المذاكرة، مع الدين والتقوى، وإيثار الانقطاع، وترك التكلف والقناعة باليسير، والنصح للمسلمين رضى الله عنه.

وذكره أيضا فى معجم شيوخه، فقال: كان إماما بارعا، فقيها عارفا بالمذهب وأصوله، وأصول الديانات، عارفا بدقائق العربية، وبالفرائض والحساب والهيئة كثير المحفوظ، له مشاركة جيدة فى الحديث، ومشاهير الأئمة والحوادث، ويعرف قطعة كثيرة من السيرة. وكان متقنا للمناظرة وقواعدها، والخلاف.

وكان حلو المحاضرة متواضعا، كثير العبادة والخير، ذا حظ من صدق وإخلاص

<<  <  ج: ص:  >  >>