للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والأمر المهم هنا، هو سؤالهم: لِمَ صدقتكم بالقرآن الكريم وهو وحي صادر عن الغيب؟ وهل دفعكم تصديق القرآن الكريم إلى الإيمان بما جاء فيه؟ وقد جاء فيه ضرورة الإيمان بالنبوة والوحي وتسليم الأمر لله رب العالمين.

إن إنكار الوحي الغيبي إنكار للإسلام كله، يقول الدكتور/ سعيد البوطي: إن الهمس الذي يدعو المسلمين إلى ثورة علمية إصلاحية في شئون العقيدة الإسلامية يستهدف في الحقيقة نسف الإسلام كله؛ لأن تفريغ الإسلام من حقائقه الغيبية، يعني حشوه بأمور عقلية غريبة عنه؛ لأن الوحي الإلهي -وهو ينبوع الإسلام ومصدره- يعد قمة الخوارق والحقائق الغيبية كلها، ولا ريب أن الذي يسرع إلى رفض ما جاء في السيرة النبوية من خوارق العادات بحجة اختلافها عن مقتضى سنن الطبيعة ومدارك العلم الحديث، يكون أسرع إلى رفض الوحي الإلهي كله، بما يتبعه ويتضمنه من إخباراته عن النشور والحساب والجنة والنار بالحجة الطبيعية ذاتها.

كما غاب عنهم أن الدين الصالح في ذاته لا يحتاج إلى مصلح، يتدارك شأنه ولا يحتاج إلى إصلاح يغير من جوهره.

غاب عن هؤلاء الناس هذا كله، مع أن إدراكهم له كان من أبسط مقتضيات العلم لو كانوا يتمتعون بحقيقته، وينسجمون مع منطقيته، ولكن أعينهم غابت في غمرة انبهارها بالنضهة الأوربية الحديثة، وما قد حف بها من شعارات العلم وألفاظه، فلم تبصر من حقائق العلم والمنطق إلا عناوينها وشعاراتها، وقد كانوا بأمس الحاجة إلى فهم كامل لما وراء تلك العناوين، وإلى هضم صحيح لمضمون تلك الشعارات١.

سادسا: من الحقائق المسلمة أن عديدا من الأطفال وُلدوا يوم مولد محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأن هذه من الضرورات المعلومة.


١ فقه السيرة للبوطي ص٣٩.

<<  <   >  >>