للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد روى الهيثمي عددا من الآثار تشهد على علم أهل الكتاب بأمر نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا تأكيد لما جاء في القرآن الكريم.

يروي سلمة بن سلامة بن وقش -وكان من أصحاب بدر- قال: "كان لنا جار من اليهود في بني عبد الأشهل، فخرج علينا يوما من بيته، قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بيسير، فوقف على مجلس عبد الأشهل، وأنا يؤمئذ أحدث من فيه سنا، عليَّ بردة، مضطجع فيها بفناء أهلي فذكر البعث، والقيامة، والحساب، والميزان، والجنة، والنار.

قال ذلك لقوم أهل أوثان وأصحاب شرك، لا يرون أن بعثا كائنا بعد الموت.

فقالوا له: ويحك يا فلان، ترى هذا كائنا، إن الناس يبعثون بعد موتهم، إلى دار فيها جنة ونار، يجزون فيها بأعمالهم.

قال: نعم، والذي يحلف به، لود أن له بدل تلك النار أعظم تنور في الدنيا يحمونه، يم يدخلونه إياه فيطبقونه عليه، وإنه ينجو من تلك النار غدا.

قالوا: ويحك! وما آية ذلك؟

قال: نبي يبعث من نحو هذه البلاد، وأشار بيده نحو مكة واليمن.

قالوا: ومتى نراه؟

فنظر إليَّ وأنا من أحدثهم سنا فقال: إن يستنفذ هذا الغلام عمره يدركه.

قال سلمة: فوالله ما ذهب الليل والنهار حتى بعث الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم وهو حي بين أظهرنا، فآمنا به، وكفر به بغيا وحسدا، فقلنا له: ويلك يا فلان! أليس قلت لنا فيه ما قلت؟

قال: بلى، وليس به أومن"١.

وكان عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أن سافر مع عمه اثنتي عشرة سنة٢..


١ بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد ج٨ ص٤٢٠.
٢ أنساب الأشراف ج١ ص٩٦.

<<  <   >  >>