اختلاف الطبع، وتفاوت العقول، ويكون تحمله لمشقة ذلك أسهل بعد تدريبه عليه"١..
٢- شمول الرعاية:
راعي الغنم يحتاج إلى سعة الأفق وهو يدبر أمر غنمه؛ لتعدد جوانب الرعاية التي تحتاج إليها، ففيها الصغير المحتاج للرضاعة، وفيها الذكر، وفيها الأنثى، كما أنها تحتاج دائما إلى البحث عن مصادر أكلها وغذائها، ولا بد لها من حراسة تحميها من الذئاب واللصوص، ومن الضروري المحافظة عليها من شدة الحر، وقسوة البرد، وكثيرا ما تنتابها الآلام والأوجاع، وعلى الراعي متابعة ذلك، ومن مسئوليات الراعي تدبير أمر مبيتها في الخلاء، أو في البناء.
إنها مسئوليات عديدة، لا يصلح لها ضيق الأفق، العاجز حمايتها، وإعداد كافة الجوانب التي تحتاج إليها.
ولذلك كان رعي الغنم تدريبا عمليا على مباشرة أعمال النبوة لتعدد المسئوليات النبوية، فعلى النبي أن يعلم حدود ما كلف به، ويحسن فهم من سيدعوهم، ولغة من سيخاطبهم، حتى إذا سئل أجاب، وإن عورض رد، وإن واجه عدوا قاومه بالحسنى.. كل ذلك في قوالب عديدة وصور كثيرة.
إن تعدد المسئولية في رعي الغنم باب يعلم النبي ضرورة قيامه الأمر، والدعوة إليه بصورة كاملة، تامة، شاملة.
٤- التسوية والعدل بين الناس:
يحتاج النبي إلى تبليغ الدعوة لسائر الناس على وجه يتناسب مع كل واحد منهم، ولا يقدم واحدا، ويترك غيره، ولا يهتم بغني على حساب فقير، ولا يتصور أن الخير في هذا أو في ذاك، فيفضله على غيره.