ورعي الغنم يحقق هذا الخُلُق؛ لأن الراعي عليه أن يرفق بالضعيف، ويحيطه بعنايته، فلو ولدت نعجة في الطريق فعليه حمل المولود بيده؛ ولذلك نراه يسير خلف القطيع ليكون في عون الضعفاء، ويراعي الأقوياء.
٥- تعليم التواضع:
إن قيام الأنبياء برعي الغنم يعوِّدهم التواضع وترك الكبر؛ لأن رعاية الغنم والحرص عليها يحتاج إلى العمل الدءوب بعيدا عن الخيلاء؛ حيث لا فخر بعمل كله تعب ومشقة، تحت حر الشمس، أو في برد الشتاء، والنبوة في حاجة إلى هذا التواضع الذي يجعل الأنبياء يتعاملون بالخلق الكريم مع كافة الناس، مع الرجال والنساء، مع الأغنياء والفقراء، مع الكبير والصغير، مع العظيم والحقير، وبذلك كانوا أمثلة عليا، وقدوة سامية.
وفي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن علم كونه أكرم الخلق على الله أنه رعى الغنم دليل على عظيم تواضعه، اعترافه بفضل ما مَنَّ الله عليه به.
٦- التعامل مع الناس:
يقتني الغنم عديد من الناس، ورعاتها كثيرون، وكل راعٍ يجد نفسه يتعامل بالضرورة مع كثير من أقرانه الرعاة؛ حيث يجلسون في وقت الراحة، ويتسامرون، ويتناقشون، وفي ذلك فرصة للأنبياء يتعرفون بها على الناس؛ لتتم دعوتهم بعد ذلك بما يناسبهم ويفيدهم.
٧- الشجاعة:
الراعي يعمل على حماية غنمه من الذئاب واللصوص وغيرها، وهو لذلك يحتاج إلى شجاعة تعينه على هذه الحماية ليلا ونهارا، والأنبياء وهم يقومون بالدعوة يتصدى لهم الأعداء من شياطين الإنس والجن، وهم محتاجون للشجاعة والجرأة، حتى يمكنهم القيام بواجب الدعوة.