وتقابل النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الرحلة مع عدد من رهبان أهل الكتاب، وكلهم نظروا إليه، وعلموا خبره ومآله.
نزل في سوق بصرى في ظل شجرة قريبا من صومعة راهب يقال له:"نسطورا"، فلما رآه الراهب قال لميسرة: يا ميسرة، مَن هذا الذي نزل تحت هذه الشجرة؟
قال ميسرة: رجل من قريش.
فقال الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي، أفي عينه حمرة يا ميسرة؟
فقال ميسرة: نعم، لا تفارقه.
فقال الراهب: هو، هو١!!
اختلف مرة مع أحد التجار حول سلعة، فقال الرجل: احلف باللات والعزى..
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما حلفت بهما قط".
فقال الرجل: القول قولك.. ثم نظر إلى ميسرة، وقال له: هذا نبي هذه الأمة.
وبالنسبة للتجارة فقد رَبِحَا رِبْحًا وفيرًا لم تره خديجة منذ أربعين سنة، فأحبه ميسرة وأطاعه، كأنه عبده، وقدرته وخديجة لمهارته وأمانته.
ولما كانا "محمد وميسرة" عائدين بمر الظهران، قال ميسرة للنبي صلى الله عليه وسلم: هل لك أن تسبقني إلى خديجة، فتخبرها بالذي جرى لعلها تزيدك بكرة إلى بكراتك، فركب النبي صلى الله عليه وسلم قعودا أحمر، فتقدم حتى دخل مكة في ساعة الظهيرة، وخديجة في علية لها، معها نساء فيهن نفيسة بنت منية، فرأت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل وهو راكب على بعيره، وملكان يظلان عليه، فأرته نساءها فعجبن لذلك!!
ودخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرها بما ربحوا، فسرت بذلك.