للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التدريب والمهارات المطلوبة من المعالج هي نفسها مطلوبة من المرشد، ويرى سوبر "١٩٥٥" Super أن الإرشاد يهتم بشكل أكبر بالجوانب الصحية للسلوك Hygiology في حين يهتم العلاج النفسي بالجانب المرضي Psychapathology للسلوك، ويركز الجانب الصحي على دراسة المشكلات التي تقابل الأشخاص العاديين، ومحاولة الوقاية من المشكلات الانفعالية الشديدة، في حين أن المعالجين نجدهم بشكل أكبر في المستشفيات والعيادات حيث تعالج الاضطرابات الشديدة للسلوك، وقد اقترح ويليامسون Williamson أن الإرشاد يتم في البيئات التعليمية، مثل المدارس، ومراكز التأهيل في حين أن المعالجين نجدهم في العيادات والمستشفيات، ومع ذلك فإن بعض المستشفيات توظف المرشدين إلا أن وجودهم أكثر في المدارس، ويصل باترسون "١٨٩٦" في مناقشة هذا الموضوع إلى القبول بأن المرشد النفسي، والمعالج النفسي يتلقيان نفس التعليم ويستخدمان نفس النظريات والأساليب، وأن الاختلاف بينهما إنما هو اختلاف في الدرجة، وليس اختلافًا في النوع، ويضيف قوله: إن أي تعريف للإرشاد يمكن أن نعتبره تعريفا مقبولا للعلاج النفسي والعكس صحيح، فكل من الإرشاد والعلاج النفسي ينظر إليه على أنه عملية تشتمل على نوع خاص من العلاقة بين شخص يحتاج إلى مساعدة "مسترشد أو مريض"، وبين شخص مدرب على تقديم هذه المساعدة "مرشد أو معالج"، وهذه العلاقة ذات طبيعة واحدة إن لم تكن متطابقة في الإرشاد، وفي العلاج النفسي، كذلك فإن عملية الإرشاد لا تختلف في أساليبها الفنية عن عملية العلاج النفسي، أما الأهداف التي يبدو فيها بعض الاختلاف، حيث تحدد الجمعية الأمريكية لعلماء النفس "شعبة رقم ١٧ الخاصة بالإرشاد النفسي" أن هدف الإرشاد هو "معاونة الأفراد للتغلب على العقبات التي تقابل نموهم الشخصي حيثما واجهوها، وذلك لتحقيق أقصى تنمية لإمكانياتهم الشخصية" بينما ترى تيلر Tyler أن عمل المعالج يهدف إلى تغيير البنية النمائية: وإصلاح ما حدث من تلف في الماضي، إلا أن باترسون يرى أن هذه التفرقة اصطناعية؛ لأن أهداف الإرشاد هي بعينها أهداف العلاج.

أما التفرقة التي يوافق كثير من الباحثين عليها ومنهم تيلر، وفانس وفولسكي Vance & Volsky، فهي أن الإرشاد يركز على العمل مع الأسوياء الذين تتركز مشكلاتهم في نمو طاقاتهم، بينما يركز العلاج النفسي على العمل مع أشخاص لديهم نقص، أو قصور من جانب ما.

<<  <   >  >>