غير أن باترسون يعود مرة أخرى ليؤكد أن هذا أيضا تفريق مطصنع فيما يتصل بشدة الاضطراب، وأنه يقع على خد متدرج من التوافق إلى عدم التوافق، فالواقع العملي يؤكد أنه تفريق اصطناعي.
ويختتم باترسون مناقشته التحليلية حول العلاقة بين الإرشاد، والعلاج النفسي بقوله:"والخلاصة أنه لا توجد فروق جوهرية بين الإرشاد، والعلاج النفسي سواء في طبيعة العلاقة، أو في العملية، أو في الطرق والأساليب الفنية، أو في الأهداف والنتائج "بشكل عام"، أو حتى في أنواع العملاء المشتركين، وللسهولة أو لأسباب اجتماعية، فإن الإرشاد يشير إلى العمل مع أفراد أقل خطورة في اضطراباتهم، أو مع عملاء لديهم مشكلات محددة مع اضطراب أقل من الشخصية، وعادة يتم ذلك في بيئت غير طبية، أما العلاج النفسي، فيشير إلى العمل مع حالات أكثر شدة في اضطرابها، وعادة ما يتم ذلك في بيئة طبية.
وفي مقال نشره فوكس وزملاؤه "١٩٨٥" Fox et al يقول الباحثون: "نحن نتحدى القارئ أن يعطينا توضيحا مقبولا، ومقنعا للفرق بين علم النفس الكلينيكي "العيادي"، وعلم النفس الإرشادي "ص١٠٤٦".
العملية الإرشادية Counseling Process:
يقصد باصطلاح عملية Process أن يكون هناك تتابع معروف من الأحداث التي تقع عبر الزمن، وعادة فإن العملية تشتمل على مراحل متتابعة Progressive.
وعلى سبيل المثال فإن عملية النمو التي يمر بها الفرد من مولده إلى وفاته تشتمل على مراحل متتابعة يمكن وصف كل مرحلة منها على حدة.
وهكذا يمكن القول بأن عملية الإرشاد "أو العلاج" هي تلك الخطوات، أو المراحل المتتابعة التي يعمل فيها المرشد مع المسترشد ابتداء من إحالة المسترشد إليه حتى إقفال الحالة، والتحقق من الوصول إلى أهداف الإرشاد.
لقد قدم كثير من الباحثين في مجال الإرشاد نماذج Models تصف عملية الإرشاد في صورة خطوات تتبعية يمكن للمرشد أن يهتدي بها في عمله مع المسترشد، وسوف نتناول فيما يلي بعض هذه النماذج بالوصف: