ثانيا: العمل
أما العمل "أي: التصرفات والإجراءات الظاهرة", فيضع الإمام الغزالي تحتها مجموعة من الإجراءات على النحو التالي:
١- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم:
تقول بلسانك: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم, وهكذا أمر رسول لله -صلى الله عليه وسلم- أن يقال عند الغيظ. وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا غضبت عائشة, أخذ بأنفها وقال: "يا عويش, قولي: اللهم رب النبي محمد اغفر لي ذنبي, وأذهب غيظ قلبي, وأجرني من مضلات الفتن" , فيستحب أن تقول ذلك.
٢- الحركة البدنية:
وفي هذا الإجراء, فإن الغاضب يغير من هيئته ووضعه. ولعل في هذا التغيير مساعدة على تغيير الجوانب البيولوجية، وفي نفس الوقت أن الفرد كلما ابتعد عن وضع الوقوف, ابتعد عن الإحساس بالقوة التي يستثيرها الغضب "فيزيولوجيا".
"فاجلس إن كنت قائما, واضطجع إن كنت جالسا, واقرب من الأرض التي منها خُلقت لتعرف بذلك نفسك، واطلب بالجلوس والاضطجاع السكون؛ فإن سبب الغضب الحرارة وسبب الحرارة الحركة "المقصود بالحرارة هنا: الطاقة". فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الغضب جمرة توقد في القلب" ألم تروا إلى انتفاخ أوداجه وحمرة عينيه. فإذا وجد أحدكم من ذلك شيئا, فإن كان قائما فليجلس, وإن كان جالسا فلينم" "ص١٧٤".
٣- استخدام الماء:
والأسلوب الإسلامي في هذا الصدد هو الوضوء أو الاغتسال. ولا شك أن استخدام الماء يغير من الموقف الذي يقف فيه الفرد بالإضافة إلى آثاره على الجسم؛ مما يؤدي إلى تغيير الحالة الفيزيولوجية الناشئة عن الغضب.
"فإن لم يزل ذلك "أي: نتيجة الحركة", فليتوضأ بالماء البارد أو يغتسل؛ فإن النار لا يطفئها إلا الماء، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إذا غضب أحدكم فليتوضأ بالماء فإنما الغضب من النار..".