يرضى بالفوضى الجنسية في أهله، بل إنها حالة لا ترضى بها حتى الحيوانات البهيمية فضلًا عن الإنسان، فقد أخبر الله -عز وجل- عن فطرة الإنسان وعن الغيرة الموجودة فيه، منذ أن وجد أبناء آدم على هذه الأرض وقتل أحد ابني آدم أخاه.
وليت شعري لماذا يحرص الشيوعية على إشاعة الجنس أكثر من غيره؟! فإن الشيوعية يحرصون أشد الحرص على إشاعة الجنس بطريقة مشتركة؛ لعله ترغيبًا لمن يتوق إلى ذلك من الشباب والشابات الساقطين، ولظنهم أن الشيوعية ستبنى وتنهض بسبب هذه الدعايات الرخيصة، لكنهم فوجئوا باستحقار الناس لهم، واستهجانهم لهذا السلوك الشائن، فعادوا وزعموا أن شيوعية النساء ليست قاصرة على المذهب الشيوعي، وإنما هي قضية شائعة بين كل الطبقات خصوصًا الأغنياء بصور مختلفة، ولكن هذا الدليل هو دليل واهٍ كبيت العنكبوت، لم يخرجهم أيضًا من استحقار الناس لهم في مناداتهم بالفوضى الجنسية العارمة؛ لأن الباطل لا يستدل له بالباطل، وذلك أن استدلالهم بالمنحرفين لا يعطيهم المبرر لدعواهم، فهو تبرير باطل بباطل، ويكفي أن يقال عن الجميع: إنها أوضاع فاسدة جاهلية يجب أن تصحح، ولا تستحق أن تكون قدوة أو دليلًا يظلمون به فطر الناس ويخدشون كرامتهم، سواء كانوا من الأغنياء أو من الفقراء فهو عمل لا تقره حتى الحيوانات.
وأما زعم الملاحدة أن الناس في الشيوعية الأولى كانوا يعيشون عيشة متساوية لا فرق بينهم؛ فهو افتراض ينقصه الدليل، فمن أين لهم أنهم ما كانوا يشعرون بالفوارق فيما بينهم، وأقل ما فيها فوارق في الذكاء وفوارق في إتقان العمل، وفوارق في القوة الجسدية والنفسية وفوارق في الشجاعة، وفوارق في المال، إلى آخر الفوارق التي لا يجهلها أي إنسان سليم العقل، وحتى الملاحدة لا يجهلونها لولا أنهم يريدون تحبيب الشيوعية إلى الناس وخداعهم بها، وخصوصًا الذين