وذهب آخرون إلى أن الماسوني هو من استقل بحرفته رجاء كسب معاشه دون أن ينتسب إلى نقابة أو جمعية يتقيد بها في عمله مؤثرًا للحرية، واصفًا نفسه بأنه صاحب حرفة حر، فالكلمة على هذا المعنى هي نقيد كلمة "كوان"، وكوان هو العامل أو البناء المقيد بجهة ينتسب إليها، ينتسب إليها هو وأمثاله في تدبير العمل وترويج الصناعة، وقد جاء في معجم (أكسفورد الكبير) المطبوع سنة ١٨٩٧ تحت مادة "ماسون" أن مفهوم الكلمة السائد لدى اللغويين في العام ١٣٥٠ كان خاصًّا بأصحاب الحرف الذين لا تربطهم نقابة أو رابطة فهم أحرار، وعندما دعتهم الحاجة إلى حماية مصالحهم أنشئوا جمعية أطلق كل عضو فيها على العضو الآخر كلمة أخ، واستعملت في خطاب بعضهم بعضًا، وقامت بينهم الأخوة التي ربطت أصحاب الحرف برباطها الوثيق.
وقد وضع بعض العلماء تعريفًا للماسونية نذكره مع طوله؛ لأنه يجمع خلاصة التعريفات التي ذُكرت في معظم الكتب، يقول هذا الكاتب في تعريف الماسونية: "الماسونية جمعية سرية تحوي حشدًا من الناس ينتمون إلى مذاهب وديانات وجنسيات وأو ط ان مختلفة، تضم الملحد والمؤمن والشيوعي والديمقراطي والديكتاتوري والعلماني والقومي والوطني وتضم العرب وغير العرب، تضم المسلم واليهودي والنصراني، تضم العامل ورب العمل، تجمعهم غاية واحدة يعملون لها، ولا يعلم حقيقة هذه الغاية إلا آحاد، وسواد أعضا ئ ها جميعًا عمي القلوب يجهلون بها كل الجهل، ويوثقهم عهد يحفظ الأسرار.
فالماسونية على هذا حركة تنظيمية خفية قام بها على الأرجح حاخامات التلمود وخاصة في مراحل الضياع السياسي الذي تعرض له يهود العهد القديم، فأخذ الحاخامات على عاتقهم إقامة تنظيم يهودي يهدف إلى إقامة مملكة صهيون العالمية.