الأحياء؛ لأن قانون التطور هو الذي يحكم الحياة ويحكم الأحياء، يحكمها من خارج كيانها ودون خضوع لإرادتها وبصورة حتمية.
ولعله قد اتضح الآن كم أخذت المادية الجدلية والمادية التاريخية من الداروينية ونظرية التطور، ولكن فلننظر في أقوالهم هم لنرى ماذا يقولون في هذا الشأن ...
يقول "كرونفورث" في كتابه (مدخل إلى المادية التاريخية) يقول: "وتقدم المادية التاريخية أساسا للعلم الاجتماعي بنفس الطريقة التي تقدم بها نظرية التطور، عن طريق الانتقاء الطبيعي أساسًا للعلم البيولوجي، فأيًّا كان النوع الذي يدرس فإنه قد تطور عن طريق الانتقاء الطبيعي، وهذا يحدد كل حسب طبيعته وبالمثل أيًّا كان المجتمع الذي يدرس، فإنه أصبح ما هو عليه بتكيف علاقات الإنتاج مع الإنتاج والأفكار والمؤسسات مع علاقات الإنتاج".
وجاء في كتاب (أصول الفلسفة الماركسية) يقول: "وكان للاكتشافات الثلاثة التالية أثر كبير في ذلك: اكتشاف الخلية الحية التي تتطور عنها الأجسام المعقدة، واكتشاف تحول الطاقة من حرارة وكهرباء ومغناطيس وطاقة كيميائية، فهي صور مختلفة نوعية بحقيقة مادية واحدة، ونظرية التحول عند "داروين"، ولقد أظهرت هذه النظرية اعتمادًا على الحفريات وعلم تربية الحيوان أن جميع الكائنات الحية -ومنها الإنسان- هي ثمرات التطور الطبيعي".
وجاء في كتاب (أسس المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية): "وبذلك أعد تطور العلم وخصوصًا الاكتشافات الثلاثة في العلم الطبيعي -قانون حفظ الطاقة ونظرية التكوين الخلوي للكائنات الحية ونظرية التطور لـ "داروين"- المقدمات العلمية لانتصار النظرية المادية الجدلية عن العالم، التي وضعها "كارل ماركس" و"فردريك إنجلز".