فمن هنا ينبغي التنبه لمغالطتهم في زعمهم أن الاستشراق هو غير التنصير، وأن الاستشراق يخدم الثقافة بعيدة عن التأثر بأي معتقد، وقد عرفنا أن الغرض الحقيقي لدعاة التنصير هو الرغبة في إدخال الناس النصرانية، فلا ريب أن من صدق هذا فقد جانب الحقيقة. نعم، قد تختلف الوسائل بين المنصرين والمستشرقين لكنها في النهاية تصبُّ في مكان واحد.
الفرق بين المستشرقين والمنصرين في الوسائل:
يقول الدكتور محمد البهائي: "إن الاستشراق أخذ صورة البحث العلمي، وادعى لبحثه الطابع العلمي الأكاديمي، أما دعوة التنصير فقد بقيت في حدود مظاهر العقلية العامة أي: العقلية الشعبية، أينما استخدم الاستشراق الكتاب والمقال في المجلات العلمية، وكرس التدريس في الجامعة، والمناقشة، والمؤتمرات العلمية العامة؛ فقد سلك التنصير طريق التعليم المدرسي في دور الحضانة، ودور الأطفال، والمراحل الابتدائية والثانوية للذكور والإناث على السواء، كما سلك سبيل العمل الخيري الظاهري في المستشفيات، ودور الضيافة، والملاجئ للكبار، ودور اليتامى واللقطاء.
وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.