فكرة الصهيونية العالمية إلى الوجود في منتصف القرن التاسع عشر، وساهم في الدعوة إليها مفكرون يهود منهم: الحاخام يهودا القالي، والده زعيم روحي لليهود العرب في سيراجيفو، وقضى حياته في القدس، ثم أصبح حاخام سملين، ونشر في كتابه (اسمعي يا إسرائيل) اقتراحًا بإقامة مستعمرات يهودية في فلسطين؛ لتكون نواة للخلاص المنتظر.
ولما كانت هذه الفكرة مخالفة لتعاليم الدين اليهودي قام بتبريرات لها فقال: بظهور المسيح الأول الذي يسبق المسيح المنتظر الذي يقود اليهود في حروب يأجوج ومأجوج لفتح فلسطين بحد السيف، وفي كتابه الثاني وضع أسس هذا الخلاص، والتي تتلخص في إقامة جمعية عامة كبرى، وصندوق قومي لشراء الأراضي، ودعا لجباية الضرائب من يهود العالم، وهذا ما تبناه هرتزل فيما بعد. وفي كتابه الثالث (الخلاص الثالث) شجع على كسب عطف السلطان العثماني ومحاولة الاستيطان الجماعي بقصد تعمير الأراضي الخراب، ودعا لإقامة شركات تأمين وسكك حديدية حتى نتوسل بقوتها إلى السلطان لاستعادة أراضي الأجداد.
ومن هذه الشخصيات أيضًا الحاخام زفي هلش كلشر، وهو حاخام بولوني، واستلم حاخام تورن أربعين سنة، وانضم إلى جمعية الاستيطان اليهودي، وألف كتابه (السعي لصهيون) سنة ألف وثمانمائة واثنتان وستين، صور فيه بأسلوب الخداع حالات العذاب والتشرد والنفي التي يتعرض لها اليهود، ودعا للهجرة لفلسطين بقصد الخلاص، وقد استجاب لدعوته جماعة من اليهود اشتروا أرضًا في ضواحي يافا سنة ألف وثمانمائة وستة وستين، وأنشئوا مدرسة زراعية سموها ميكوه إسرائيل، ومعناها: أمل إسرائيل.
وبتخطيط من الاتحاد الإسرائيلي العالمي الذي تشكل في باريس عام ألف وثمانمائة وستين، ثم أنشئت مستعمرة بتاح تيكي فاه، ومعناها بوابة الأمل، وتبعد عن