حيفا ثمانية أميال، ومنهم الحاخام موسي هس، وهو حاخام ألماني صهيوني من أب تاجر، وأم ابنة حاخام، قد درس العربية في كولونيا، والفلسفة والتاريخ، ودخل جامعة بون وتأثر بماركس الذي يدرس معه في نفس الجامعة، وعمل مراسلًا لصحيفة رنبشه المتطرفة، التي يرأس تحريرها ماركس، انفصل عن ماركس إثر صدور البيان الشيوعي لعدم انسجامه معه، وقد ألف هذا الحاخام موسي هس كتاب (روما والقدس) دعا فيه إلى قومية يهودية؛ لأن اليهود بنظره يعتبرون أجانب في البلاد التي يعيشون فيها، وقد دعا إلى اعتبار القدس مركزًا يهوديًّا كما تعتبر روما مركز الكنيسة المسيحية، كما يرى أنه لا مبرر لنزوح كافة اليهود لفلسطين، بل يكفي إقامة دولة يهودية في فلسطين، ويبقى معظم اليهود في أماكن استيطانهم؛ ليسيطروا على الفعاليات الاقتصادية والسياسية في دولهم لدعم الكيان الصهيوني.
ومن الحاخامات أيضًا المؤسسة للفكر الصهيوني الحاخام، والمفكر بيير بتس وهو روائي وداع لإحياء الثقافة العبرية في روسيا، وقد دعا في كتابه (المتجول في سبيل الحياة) إلى الهجرة لفلسطين، وأن الهجرة إلى سواها إنما هو في نظره تشتيت جديد، ومنهم موشي لاب، وكان عضوًا في جمعية أحباء صهيون الروسية التي تعمل لتشجيع الاستعمار الصهيوني لفلسطين، وكان من أنشط مؤيدي هرتزل، وشعاره ادفع كويك في الأسبوع للاستطيان في أرض إسرائيل.
ومنهم يهوذا لايك وهو طبيب روسي وزعيم صهيوني نشر في كتابه (التحرير الذاتي) نداء يهودي روسي إلى بني قومه، ثم تصهين وعمل على توحيد الهيئات الصهيونية التي اتخذت مقرًّا لها في قرصوفيا، وانتخب هو نفسه رئيسًا لمجلسها الأعلى، ودعا في كتابه إلى قيام دولة إسرائيل بحجة أن العالم لا يحترم شعبًا لا أرض له.