هذه الجماعة من الصهاينة الدعم الشعبي من القاعدة العريضة من اليهود، والدعم العالمي من كبرى دول العالم وأصحاب النفوذ في العالم، ولأن الذهب كان وما يزال يتحكم في اقتصاد دول العالم، ويهم أصحاب النفوذ بأن يسيطروا ويتملكوا هذه المادة، فقد سيطر اليهود على اقتصاد العالم؛ لأنهم سعوا للسيطرة على الذهب والألماظ، والبترول، وكل ذي قيمة من مناجم وحقول، ونحوها من ثروات كموارد الأموال في العالم، وكل ذلك لتدعيم مصالحهم في التعامل مع دول العالم الكبرى، والتعامل مع الزعماء؛ لتحقيق أهداف الصهيونية لإنشاء دولة إسرائيل وتقويتها.
فقد وضعت الصهيونية هذه الأهداف التي يمكن أن تصل بها إلى تحقيق غاياتها، فمثلًا الدعوة للصهيونية في حواضر العالم المتمدن عن طريق الإقناع، والإغراء بالنفوذ أو المال، أو بالأساليب المؤثرة على الشخصيات العالية والمهمة في الدول الرائدة بما يضمن حقهم سلميًّا، أو عن طريق ممارسة الضغط القهري؛ لتنفيذ مخططات الصهيونية مثلًا حاول هرتزل الحصول من السلطان عبد الحميد الثاني على التنازل للصهاينة عن فلسطين مقابل خمسة ملايين ليرة ذهبية عثمانية، وهذا المبلغ يوازي آنذاك مائة مليون وخمسين إسترليني، وقرض للدولة قيمته مائة مليون ليرة ذهبية عثمانية يسددها خلال مائة سنة بدون فائدة، وكان النائب اليهودي التركي قره صو هو وسيطهم إلى السلطان، وقدموا غير ذلك من الهبات والوعود، والدعم للدولة العثمانية، ورغم ذلك رفض هذا السلطان العثماني هذا العرض السخي والمغري.
هكذا نرى أن الصهيونية ما أن تتمكن من فريسة تقع في فخها حتى تنقضَّ عليها، وتبقيها تحت سيطرتها، وفي النهاية تقتلها بعد أن تكون قد امتصت كل خيراتها لصالحها.
وصلى اللهم على سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.