لضعف إمكانيات هذه الشعوب، وللخطط الماكرة التي وضعتها الصهيونية، ولدقة التنفيذ الذي يجب أن نحسدهم عليه، ونحذو حذوهم، ونعمل باستراتيجياته، وقبل أن تنطلق الصهيونية في أعمالها، ومخططاتها، وضعت الوسائل العديدة؛ لبلوغ غاياتها؛ لأنه لم يخف على مفكري الصهيونية أنهم إن أرادوا لعملهم النجاح التام، ولأهدافهم أن تتحقق بدون تلكؤ أو عرقلة، فلا بد أن تكون هناك أهداف محددة، يسيرون عليها، ويتعاملون بها مع الشعوب المحيطة بهم.
ويمكن تلخيص الأهداف الرئيسة للصهيونية في النقاط التالية:
أولًا: الدعوة للصهيونية في حواضر العالم المتمدن، وخاصة بين رجال الحكم والساسة في الدول التي بيدها مقاليد حكم أغلبية الشعوب.
ثانيًا: زرع الفكرة الصهيونية في أعماق الأفراد اليهود حيثما كانوا، وحملهم على اعتناقها والعمل بتحقيق أهدافها.
ثالثًا: إغراء الدول العظمى التي بيدها الحل والربط والعقد أن تربط مصالحها بمصالح اليهود، وتوثق علاقتها بها، خاصة العلاقات الاقتصادية من خلال إقامة دولة في فلسطين، والتحدث مع كل دولة بما يتماشى مع أحلامها القريبة والبعيدة، ومساعدة هذه الدول فيما لا يتضارب مع مصالح اليهود ومخططاتهم.
رابعًا: طمأنة العالم المسيحي على مستقبل الأماكن المقدسة بفلسطين، وإشاعة سوء استخدام العرب لها، وعدم اهتمامهم بها، وبالتالي دفع العالم، وخاصة المسيحي للتكالب عليهم، ومناصرة مطالبة اليهود بإقامة وطن لهم في فلسطين، وبمجرد الاطلاع على هذه الأهداف نجد أنها وُضعت بدقة؛ بحيث تضمن