أما ما يختص بالوعود الإلهية لهم بالأرض الموعودة التي يزعمونها، ووعد إله اليهود بأن تكون إسرائيل قاعدة للإمبراطورية اليهودية العالمية المنشودة، فهو ضرب من الخيال، وكلام غير منطقي، وغير واقعي.
أهداف الصهيونية:
في أن الصهيونية أخطبوط كبير، فقد تعددت أطماعها وانتشرت في جميع الأرجاء، ولتحقيق وتمشيط هذه الأطماع والغايات والأهداف دفعت الصهيونية كل الطاقات المتواجدة لديها وسخرتها إضافة إلى كافة كوادرها، وشبابها، وأموالها، ومفكريها دفعت بكل ذلك إلى ساحة التخطيط والعمل، استطاعت بالجدية والصرامة، وبالتخطيط وإخلاص وقناعة العاملين بما ينفذون من مخططات استطاعت أن تحقق بعض هذه الأهداف المنشودة، والمرسومة بدقة. ويذكر أحد الباحثين مناقشة ومناظرة بين يهوديين: أحدهما: الصهيوني العالمي بلجمان سركين، والآخر: يهودي ناقد للصهيونية قبل إنشاء دولة إسرائيل.
فقال الأول: حسنًا، دعنا نعقد اتفاقًا نقسم بموجبه كل شيء إلى قسمين، خذ أنت كل شيء موجود بالفعل، وأنا آخذ كل شيء ليس في الوجود بعد، مثلًا إسرائيل كدولة يهودية غير موجودة إنها حصتي، الشتات اليهودي موجود خذه أنت، اللغة الشرختية -وهي لغة الأشكناز- موجودة خذها لك، اللغة العبرية لا يتحدث بها الناس في حياتهم اليومية إنها من حصتي، كل ما هو واقع وحقيقي وملموس هو من نصيبك، وكل ما تعتبره أنت مجرد أحلام فليكن من نصيبي.
وهذا يفسر مدى جديتهم وتفهمهم، بل واعتقادهم الجازم بهدفهم، فلم يكن نجاح الصهيونية بسبب جهل الأمم المستعمرة من قبل الصهيونية فحسب، ولكن