وأنتقل الآن للحديث عن كيفية اكتشاف هذه البروتوكولات: فكما اختلف الكاتبون في تاريخ وضع هذه البروتوكولات اختلفوا أيضًا في تاريخ اكتشافها، وفي الطريقة التي ظهرت بها إلى العالم، وأقدم هذه الروايات ما يرويه وليم غاي كار في كتابه السالف الذكر (أحجار على رقعة الشطرنج) من أنه في سنة ألف وسبعمائة وخمسة وثمانين، كان أحد الفرسان يسير بجواده بين فرانكفورت وباريس حاملًا معلومات مفصلة حول الحركة الثورية عامة، وتعليمات خاصة حول الثورة الفرنسية، وكانت تلك التعليمات صادرة من اليهود في ألمانيا إلى رئيس المحفل الماسوني في فرنسا، قد أصيب ذلك الفارس بصاعقة قضت عليه، ووقعت الوثائق التي بحوزته في يد رجال الشرطة الذين سلموها بدورهم إلى السلطات المحلية في بافاريا.
ويرى فراي أن تاريخ اكتشاف البروتوكولات سنة ١٨٨٤ على يد الآنسة جستن جلنكا التي كانت تعمل جاسوسة لروسيا في باريس قد استطاعت أن تجند يهوديًّا يُدعى جوزيف جورست الذي عرض عليها ذات يوم أن يحصل لها على وثيقة ذات أهمية عظمى لروسيا نظير دفع مبلغ ألفان وخمسمائة فرنك، وما أن استلم المبلغ حتى سلمها الوثيقة، وقدمت الآنسة جلنكا الأصل الفرنسي من الخطة مترجمًا إلى الروسية للجنرال أدرجفسكي، الذي سلمها بدوره لرئيسه الجنرال جرفين؛ لنقلها إلى القيصر، ولكن جرفين بحكم ارتباطه بأثرياء اليهود رفض نقلها وحفظها في الأرشيف، إلا أن الآنسة جلنكا احتفظت لنفسها بنسخة سلمتها إلى أليكسس سختم حاكم مقاطعة أورل؛ فقام سختم بعرضها على صديقين له هما سبانتوف سبتانوف ونيلاس.
أما الأول فقد قام بطبعها وتوزيعها على أخصائه، وأما الثاني وهو نيلاس فقد قرأها وقدر خطورتها على كل بني البشر، فقام بنشرها سنة ١٩٠١ في كتاب