للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أثر الدونمة وخطرهم:

والأهم من ذلك هو خطر الدونمة وتأثيرهم ومدى التغيير الانقلابي الذي أحدثوه في المجتمع التركي، وانعكاسات ذلك على العالم الإسلامي:

فقد كان للدونمة أثر كبير في الإضرار بالعالم الإسلامي في السلوك الاجتماعي والأخلاقي والحضاري؛ إذ أسهموا إسهامًا مباشرًا في كل ما من شأنه هدم القيم الإسلامية لدى المجتمع، وتخريب الخلق والسلوك لدى المسلمين، فلقد كان ميل الشباب المسلم إلى التخلق بالعادات والتقاليد الغربية، واعتبارهم الإلحاد موضة عصرية مع انتشار الماسونية والفوضوية واحتقار الشعور الوطني، كل ذلك كان من عمل الدونمة.

فلقد هاجموا أولًا وبعنف حجاب المرأة المسلمة، ودعوا إلى السفور والتحلل من خلال الصحف التي وثبوا عليها وامتطوا أعنتها، وألهبوا ظهور الناس بسياط ألسنتهم المشرعة، بدعوى التحضر ومواكبة روح العصر، ثم دعوا إلى التعليم المختلط في الجامعات والمدارس، ففي التدريس المختلط يزول الحياء من وجه الشباب وقلوبهم وتنعدم البراءة في الأسر الإسلامية، وبدأت السخرية اللاذعة تظهر في المقالات المسلسلة لتنال من بعض تقاليد وعادات المجتمع الإسلامي، وزادوا من حدة دعاياتهم فنشروا الرسائل والكتب الكثيرة التي تتضمن الهجوم السافر أحيانًا، والمبطن أحيانًا أخرى، فكانت كمعاول هدم لا تنفك ضرباتها تتلاحق وتتتابع لتقوض الصرح الكبير.

ولم يجرؤ واحد من الناس في ذلك الحين على التعرض لهؤلاء في أية صحيفة أو مجلة؛ لأنها كانت أكثر الصحف والمجلات مملوكة لهم.

وثانيًا: لأن سرعان ما يتقدم أصحاب الجرائد والمجلات بالشكاوى إلى أقطاب الدولة؛ ليصار إلى مصادرة الردود المعارضة لهم والتنكيل بأصحابها، وأقطاب الدولة هؤلاء هم

<<  <   >  >>