الاتحاديون جماعة الاتحاد والترقي، الذين كان أكثرهم من الدونمة أو من تلاميذهم وحملة آرائهم والمنفذين لمخططاتهم، فمن الهدم الاجتماعي إلى الهدم السياسي للدولة العثمانية وكيانها؛ لأن كلا من السبيلين كان الدونمة يعملون في آن معًا على ولوجهما؛ بقصد الوصول إلى الهدف الكبير البعيد والقضاء على الإسلام، ومن المعروف تاريخيا أن كبار رجال الدولة في تركيا -من جمعية الاتحاد والترقي- كانوا على علاقات متينة بالدونمة في سيلانيك، يعتقدون اجتماعاتهم المشتركة في المحافل الماسونية هناك.
واستطاع اليهود والدونمة والماسون وآخرون لهم مطامع في البلاد العثمانية أن يؤثروا في عقول الشباب المثقف، ويسخرونهم لخدمة مطامعهم وأغراضهم عن علم أو جهل.
وخلاصة القول أنهم قادوا الجانب الأكبر من ثورة تركيا الفتاة ثورة الدستور، التي تحققت على يد مدحت باشا أبو الدستور العثماني كما قيل في حينه، هذه الثورة التي قام بها أساسًا اليهود الدونمة الذين أظهروا الإسلام، لكنهم ظلوا في الحقيقة يصارعون الإسلام، وبقيت علاقاتهم تقتصر على الأعمال الظاهرة فقط، هؤلاء الدونمة الذين لبسوا زي المسلمين زورًا وظلوا يهودًا في الحقيقة ومسلمين في الظاهر، كان لهم نصيب في مقدرات الشعب التركي وتطوره إلى الوضع الحالي.
ومن كتابات الاتحاديين ومذكراتهم نستطيع أن نتبين مقدار تأثير الدونمة على تحريك رياح الأحداث والتحكم في اتجاهاتها، فمثلًا نجد في مذكرات غالب باشا -الذي كان المفتش العام لقوات الدرك في استانبول- فبالنسبة لأحداث واحد وثلاثين من مارس المؤسفة التي انتهت بخلع السلطان عبد الحميد يذكر غالب باشا أنه خشي أن يناله سوء من العصاة فيعتصم بداره، وفي اليوم الرابع من بدء