الأصدقاء؛ لأنني أصبحت عضوًا في نادي الروتاري، وكل واحد كان يضغط علي بطريقة معينة وبعضهم لم يكتفي بالضغط على اليد إنما كان يضربني على كتفي أو يقرصني كما تفعل الفتيات عند زفاف زميلة لهن حسدًا، ومن الطبيعي جدًّا أن أتظاهر بالسعادة كالعروس أو كالعريس، ولذلك كنت أرد التحية بأحسن منها، وأضغط على اليد وأضرب على الكتف وأهز رأسي بمعنى خاص كأنني أقول: إن شاء الله أشوفكم جميعًا أعضاء في الروتاري، ونحن السابقون وأنتم اللاحقون ".
ويكمل " ونسيت أن أقول: إن انعقاد الروتاري كان في فندق هيلتون، قد أُخبر سابقًا أن الأسعار في هذا الفندق من نار، كانت الجلسة الواحدة تستغرق أحيانًا ثلاث ساعات أكل وشرب وضحك ولهو فقط، إلى أن قال: لا أعرف ما الذي يمكن أن يراه أو يعرفه أو يستفيده إنسان من بقا ئ هـ ثلاث ساعات جالسًا آكلًا شاربًا قاعدًا مبتسمًا محشورًا محبوسًا كالثور الأسباني لا يكاد يرى العالم الصغير في يد رئيس النادي حتى يهب واقفًا مصفقًا دون سبب ودون مناسبة، وبعض مواقف شخصية ساخرة حصلت من النادي، أخبر هذا الرجل عن استقبال هذه النوادي لأعضائها من هنا وهناك على الموائد الفاخرة وفي الفنادق الفاخرة دون أن يرى لهم أي عمل قدموه أو خدمة ذكروها غير هذا الحضور المتكرر، وما أكثر ما تُرمى الشوك والسكاكين أثناء الأكل حينما يُذكر أن السيد فلان وصل من اليابان، وأنه ينقل إلى الحاضرين تحيات الأصدقاء الزملاء هناك، وبعد قليل يعلو التصفيق لحضور السيد فلان الآتي من الهند والسيد فلان وهكذا تستمر الجلسة أكل وشرب واستقبالات وتصفيق ولهو، وأخيرًا ضقت ذرعًا بهذا الحال وقلت لنفسي: ما الذي استفدته من هذا النادي غير اللهو والأكل، فقررت أن