للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بإلغاء الدولة، وإلغاء كل سلطة من السلطات، وترك تدبير الشئون الاقتصادية إلى جهود الفرد العادية، ودعا "برود وون" إلى تكوين مصارف للتبادل يوضع فيها العامل ثمن عمله نظير كوبون يؤدي مهمة النقود، وقد أقيمت المصارف على سبيل التجربة، إلا أن هذه التجربة انهارت انهيارًا سريعًا. ومن أسباب هذا الانهيار عدم تقرير أهمية عنصر الطلب في اتجاه هذه المصارف، فقد لا يُطلب نوع من السلع التي أودعها العامل.

ثم جاء بعد ذلك "كارل ماركس" في النصف الأخير من القرن التاسع عشر، وسط البؤس الذي نشرته الرأسمالية والمظالم الاجتماعية التي عناها المجتمع من استغلال أصحاب الأعمال، لقد كانت هذه الحالة مسار سخط المصلحين في ذلك الوقت، استغل "كارل ماركس" هذا السخط بالدعوة إلى نظريته الجديدة في الاشتراكية. وقد صور "كارل ماركس" تاريخ الإنسان على أساس أنه صراع بين الطبقات، تستغل فيه طبقة أخرى، كالصراع الذي دار قديمًا بين الأحرار والأرقاء، ثم بين الأمراء والفلاحين، وكذلك بين الرؤساء والعرفاء في نظام الطوائف.

وأخيرًا قام حديثًا هذا الصراع منذ عهد الثورة الفرنسية بين طبقة الرأسماليين وطبقة العمال، وتزداد حدة الصراع من الاتجاه الحتمي للرأسمالية في تركيز الملكية في أيدي قلة من الرأسماليين، وزيادة بؤس الطبقة العاملة، وهذا يؤدي في رأيه إلى الانفجار الثوري الذي يُغير علاقة الإنتاج الرأسمالية إلى علاقة الإنتاج الاشتراكية، ويزعم أنه بتحوِّل الإنتاج من الملكيات الفردية إلى الملكيات الجماعية ينتهي صراع الطبقات، وينتهي التناقض بين مصالح الناس، وهذه الملكية العامة المشتركة ستؤدي إلى رفع الحواجز أمام توسع الإنتاج مما يؤدي إلى توافر المنتجات حيث تصبح الندرة معدومة.

<<  <   >  >>