وهنا كما يرى "ماركس" لن يكون هناك سبب للملكية أو الصراع، وسيأخذ الجميع حسب حاجتهم، وهذا الذي يقوله ماركس هو أكبر وهم عاشته البشرية في عصرها، وهو ما يسمونه بالاشتراكية العلمية التي قدمها "ماركس" باسم المادية الجدلية، فأشقت البلاد والعباد، وحولتهم في عبيد في بلاد الاشتراكية يُطحنون ويُستعبدون.
يقول "فريدريك انجليز" صديق "كارل ماركس" وشريكه في تأليف هذه النظرية، يقول عن هذا الوهم الذي عاش فيه، ودعا البشرية إلى العيش فيه، تمامًا كما أن "داروين" اكتشف قانون تطور الطبيعة العضوية، فإن "ماركس" اكتشف قانون تطور التاريخ الإنساني. والحقيقة ببساطة التي أخفاها شطط المذاهب الفكرية أن الإنسان لا بد أن يأكل ويشرب وأن يلبس وأن يسكن قبل أن يرسم السياسات، أو العلوم، أو الفن، أو العقيدة، ولهذا فإن إنتاج حاجات الحياة الأساسية وبالتالي درجة التقدم الاقتصادي في فترة معينة أو حقبة معينة هي التي يقوم عليها الدولة والمؤسسات والنظم القانونية، والفن وحتى أفكار العقيدة للناس، وهي التي تشرحها وليس العكس، كما كان يحدث من قبل.
خلاصة قوله: إن الحياة الاقتصادية المتمثلة في أدوات الإنتاج من أرض ورأسمال هي التي تحدد علاقات الإنتاج كالملكية، وعلى أساس هذه القاعدة الاقتصادية تتولد النظم الاجتماعية والسياسة والفكرية، فليس الإنسان هو الذي يحدد اقتصاده، بل العكس الاقتصاد هو الذي يحدد الإنسان، وليس حركة الفكر سوى انعكاس للحركة الواقعية منقولة إلى دماغ الإنسان ومستقرة فيه، وعند مرحلة معينة من التطور تدخل قوى الإنتاج المادية في صراع مع علاقات الإنتاج القائمة، أو بالتعبير القانوني عن الشيء ذاته مع علاقات الملكية التي كانت تعمل خلالها