الشعر والبلاغة، وإن كانوا قد منحوا من صحة الأذهان، وقوة العقول في أصل الجبلة ما فاقوا به غيرهم، لكن غلبت عليهم الغفلة، فاستولى عليهم الجهل، فدل على أنهم المعنيون بهذا النص.
ومن هذا المعنى في صفة هذه الأمة ما جاء من حديث أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: سمعت أبا القاسم -صلى الله عليه وسلم- يقول:«إن الله -تعالى- قال لعيسى ابن مريم: إني باعث بعدك أمة إن أصابهم ما يحبون حمدوا وشكروا، وإن أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا، ولا حلم ولا علم. قال: يا رب كيف ولا حلم ولا علم؟ قال: أعطيهم من حلمي وعلمي» . أخرجه البزار في مسنده وغيره.
وأيضا فلم يغظ اليهود أمة كما أغاظهم محمد -صلى الله عليه وسلم- وأمته.
ومن ذلك ما ورد في الفصل العاشر من رسالة بولس إلى أهل رومية من كتب النصارى، وهو -أيضا- في " صحيفة إشعياء " من كتب اليهود. " إني وجدت عند من لم يطلبني، وظهرت عند من لم يسأل عني ".